أنهت أمس الواحدات الخاصة التابعة للجيش الشعبي، أزمة الرهائن
بالقاعدة البترولية بتقنتورين بعين أمناس بتنفيذ هجوم أخير أسفر عن مقتل
كل الإرهابيين الذين يتحصنون بالمكان.
وهذا، بعد أن نفذوا تهديداتهم بقتل الرهائن السبعة الأجانب الذين كانوا
بحوزتهم. العملية في مجملها أسفرت حسب الحصيلة المؤقتة عن مقتل32 إرهابيا
و23 شخصا، فيما تم تحرير 685 عامل جزائري و107 رهينة أجنبية، كما تم حجز
عدد كبير من الأسلحة والذخيرة الحربية والمتفجرات.
وأكدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، أمس، في بيان لها، أن
الجماعة الإرهابية التي احتجزت عمالا جزائريين وأجانب كرهائن على مستوى
الموقع الغازي لتيقنتورين بعين أمناس بولاية إليزي كانت تتكون من 32 مجرما
من بينهم 3 جزائريين ومختصين في المتفجرات، "فيما يحمل باقي المجرمين
جنسيات مختلفة"، مؤكدا على أن "الجماعة الإرهابية التي دخلت إلى الأراضي
الجزائرية على متن عدة سيارات رباعية الدفع تنحدر من دولة مجاورة.
وأوضح بيان الوزارة أنه تم استرجاع "6 رشاشات من نوع (FMPK) و21 بندقية رشاشة من نوع PMAK وبندقيتين رشاشتين ذات منظار ومدفعين هاون 60 ملم مع قذائف و6 صواريخ من نوع c5 60 ملم مزودة بقواعد إطلاق و2 RPG7 مع 8 قذائف روكات و10 قنابل يدوية موضوعة على شكل أحزمة ناسفة، فضلا عن استرحاع كمية من ألبسة عسكرية وشحنة من الذخيرة والمتفجرات.
وأضاف البيان أن مجموعة من المشاركين في احتجاز الرهائن لاذوا
بالفرار، ليختبئوا في بعض مناطف تيقنتورين بعين أمناس، أين باغتهم الجيش
بالهجوم مخلفا مقتل 11 إرهابيا.
وذكر البيان أن "العدوان بدأ بهجوم شنته جماعة إرهابية مدججة
بالسلاح على حافلة كانت تقل 19 أجنبيا يعملون لحساب مجمع سوناطراك-بريتيش
بيتروليوم-ستاتويل مرفوقين بعناصر من الدرك الوطني كانت متوجهة إلى مطار
إين أمناس، وقد أسفر هذا الاعتداء الذي تصدت له بقوة الوحدات المرافقة عن
مقتل جزائري وبريطاني وجرح 6 أشخاص "4 جزائريين وبريطاني ونرويجي".
وعقب الاعتداء، يضيف البيان، قام الإرهابيون باقتحام قاعدة الحياة
التي تبعد بـ 3 كم وكذا منشأة معالجة الغاز بتيقنتورين حيث تم احتجاز
الرهائن.
وموازاة مع ذلك، تم وضع جهاز للإسعاف والمساعدة والإنقاذ وتنصيب
خلايا أزمة على المستوى الوطني والمحلي لمواجهة أي احتمال ومتابعة تطور
الوضع بغية اتخاذ الإجراءات اللازمة.
ومما جعل تدخل القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي معقدا الحرص على
الحفاظ على الأرواح البشرية والأخطار المتعلقة بطبيعة المنشآت الغازية
والكيفية التي صمم بها الموقع وكذا الخطر الذي كان يهدد الرهائن حسب البيان
الصادر من وزارة الداخلية.
كما نجحت قوات الجيش الشعبي الوطني بنزع جميع الألغام على مستوى
منشآت القاعدة البترولية لتيقنتورين بعين أمناس والتي قامت المجموعات
الإرهابية بزرعها.
وكان عبد الرحمن النيجيري، قائد كتيبة "الموقعون بالدماء"، قد هدد
في الساعات الأولى من صبيحة أمس بتفجير قاعدة الحياة، حيث قال لوكالة
"الأخبار" الموريتانية، صباح أمس إنه و"20 من رفاقه وضعوا أحزمة ناسفة،
ولغموا المنطقة، وتعاهدوا على تفجير المصنع الذي يحتجزون به 7 رهائن إذا
حاول الجزائريون تحريرهم بالقوة".