يعتبر من آخر قلاع الثورة التحريرية
المجاهد لخضر بن طوبال في ذمة الله
توفي، أمس، أحد مفجري ثورة التحرير، المجاهد لخضر بن طوبال، بمستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة، بعد فترة طويلة من المرض. المرحوم، واسمه الحقيقي سليمان بن طوبال، من مواليد سنة 1923 بميلة.
لخضر بن طوبال يعد من آخر قلاع المجاهدين الذين بادروا بتفجير الثورة في أول نوفمبر ,54 حيث كان عضوا في المنظمة السرية إلى أن اكتشفها البوليس الاستعماري. وحينها لجأ لخضر بن طوبال إلى الأوراس، حيث التقى مصطفى بن بولعيد وعمار بن عودة. ليشارك بعدها في لجنة الـ22، و ارتبط اسمه أكثـر، أثناء ثورة التحرير، بما يعرف بـ''الباءات الثلاثة''، أي لخضر بن طوبال وكريم بلقاسم وعبد الحفيظ بوصوف. الثلاثي الذي ظلت تلاحقه قضية تصفية قائد آخر في الثورة، عبان رمضان، وما زالت هذه القضية لم تكشف عن كل أسرارها، وتحولت تقريبا إلى حلقة محورية ينطلق من تحليل خباياها كل من يحاول فهم مسار الثورة الجزائرية.
وكان بن طوبال أيضا وزيرا للداخلية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وشارك في مفاوضات إيفيان التي انتهت بإعلان وقف إطلاق النار وتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الجزائري. وبعد الاستقلال، انسحب المرحوم من الساحة السياسية والرسمية والتزم الصمت، ولم يدل بشهاداته حول الأحداث التي عايشها إلا في حالات نادرة، مفضلا تأجيل نشر مذكراته إلى ما بعد وفاته. ومن المقرر تنظيم المراسم الجنائزية للمرحوم لخضر بن طوبال غدا بمربع الشهداء لمقبرة العالية بالعاصمة.