منتدى الجنوب التعليمي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.أخي أختي يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك في منتدى الجنوب التعليمي للجزائريين والعرب.صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى 11
منتدى الجنوب التعليمي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.أخي أختي يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك في منتدى الجنوب التعليمي للجزائريين والعرب.صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى 11
منتدى الجنوب التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الجنوب التعليمي


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

إلا رسول الله

 

 صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39320
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى Empty
مُساهمةموضوع: صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى   صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى Emptyالثلاثاء 8 سبتمبر 2009 - 5:07

لنتابع رواية الرائد عثمان: ''وكثرت الخسائر بيننا في المساء، لكن من يحصي
هذه الخسائر؟ كنا موزعين على جانبي الوادي ولا اتصال بين بعضنا البعض.
وعلى الساعة السابعة مساء، أرسل لي عباس جنديا يطلبني، فتوجهت له قافزا من
صخرة لصخرة، والأعداء يرمونني والظلام بدأ يساعدني على التخفي. وصلت لعباس
فقال لي: تعب المجاهدون يا عثمان، لحقت بهم خسائر كبيرة، لا بد أن نغادر
مكان المعركة، لتخرج مجموعتك من الجانب الذي تتمركز فيه، أنظر ذاك المكان
هو الوحيد الذي يمكن أن تنسحب منه''. عدت لموقعي وأمرت الجنود بالانسحاب،
انضم إلي ثلاثون جنديا. سقط الليل، توقف القتال، انحدرنا إلى باطن الوادي،
ورحنا نتبع مجراه مع اتجاه الماء، اعترضتنا بركة ماء فتجنبناها قليلا،
وفجأة، تطلق علينا نيران غزيرة، كانت عبارة عن صليات رشاشات، كان العدو قد
نصب لنا كمينا حول هذه البركة، بعد أن توقع خروجنا منها كمنفذ وحيد
لانسحابنا. كنت أشاهد الجنود يتساقطون على يميني وعلى يساري، شاهدت عبيد
عبد السلام وهو يسقط بمدفعه الرشاش في البركة. كان كمينا محكما، نجا منا
الثلث واستشهد عشرون. وتقدمنا وانهمر علينا الرصاص، شاهدت كهلا مزق الرصاص
بطنه فبرزت مصارينه فاحتضنها بيده وسار إلى جانبي. يبدو أن قناصي العدو
يطلقون علينا النار من عدة جوانب. وصاح جندي: عرفت المنطقة سأقودكم إلى
مكان نخرج منه. ونفد من تبقى منا، ووجدنا أنفسنا في مقر قيادة عباس لغرور
بالجديدة، كان عبارة عن غار تحت تجويف صخري صاعد كالجدار، لاحظت شجرة
نابتة في شق التجويف. كان الكهل المصاب يتبعنا بصبر غريب ويده تحتضن جوفه
الممزق، ونزعت شاش عمامتي من على رأسي وربطت بطرفه حجرا مستطيلا على شكل
عصا ورميتها فشبكت في أغصان الشجرة وشددتها لأتأكد من متانة اشتباكها، ثم
تسلقت بالشاش إلى أن وصلت الشجرة، وكان نفخ الريح يغطي على الضجة التي كنا
نحدثها، تسلقت للأعلى وأطللت فوقع بصري على فسحة بها خيمة عسكري عدو
فردية، في محاذاتها خندق صغير صخري صنعته مجاري مياه الأمطار عبر مئات
السنين، وقررت أن يكون مسرب نجاتنا. عدت ونزلت للشجيرة رميت طرف الشاش
للشاب، فدفع الكهل الجريح أولا إلى أن أمسكت بأطراف أصابعه وسحبته، كان
يتألم ويكظم ألمه في صبر غريب.. وطللنا على رأس المنحدر، كنا نزحف بالخندق
وشخير العدو النائم يهز المنطقة مع تضخمه من صدى الوادي. لكن الكهل لم
يستطع الزحف، فتقدم واقفا واعيا لما بفعل إن اكتشفه العدو أرداه، وقصد أن
يكون بعيدا عنا حتى لا نصاب، وتقدمنا حوالي خمسمائة متر. وفجأة، ظهرت فوق
رؤوسنا طائرة عمودية من نوع بانان كبيرة الحجم لها ثلاث مراوح تسفّ على
وجه الأرض على مسافة قليلة منا، ودوى الرصاص فأصاب الطائرة التي هوت
أمامنا والنيران تأكلها. ثم لمحنا طائرتين مقاتلتين تغيران على الوادي
أمامنا وتطلق رشاشاتها، فقد طلع النهار واستأنف العدو القتال. وفي لمح
البصر، شاهدنا طائرة أخرى تصاب وتهوي ملتهبة في الوادي. وسألت نفسي: هل
صارت البرَكات تسقط الطائرات؟ وفجأة، يوجه لنا نداء: من أنتم، فقد وصلت
نجدة من عجول من تسعة جنود بأسلحة جيدة، ففاجأوا الطائرات التي كانت تمرح
فأسقطوا منها. وتصور الفرنسيون أن نجدة ضخمة من المجاهدين وصلت فانسحبوا
من الميدان. وحضر عباس مع أربعة جنوده، وبقي من مجموعتي ثلاثة. وانسحبنا
بعد أن كلفنا فلاحا حضر ببغلته نقْل الجريح ومعالجته في بيته. وبعد أربعة
أيام، قال لي عباس خذ معك أربعة جنود واتجهوا إلى مكان المعركة، ادفنوا
إخوانكم الشهداء، أدرس مكان المعركة وعد لي بتقرير. كانت الأرض صخرية لا
تُحفر، كنا نسحب الشهيد ونضعه بين حجرين نابتين ثم نحيطه بالحجارة، ونضع
فوقها أغصان الأشجار، ونضع فوق ذلك التراب والحجر. اتجهت لبركة الماء
وسحبت منها عبيد عبد السلام ودفنته بيدي، فقد غطاه الماء مع سلاحه، ولم
يكشف مكانهما العدو. وقمنا بجمع كمية جيدة من السلاح والذخائر، وتغذينا
مما جمعناه من ماء وغذاء من الفرنسيين والمجاهدين، وكانت زمزميات الماء
ملطخة بدماء الشهداء والفرنسيين معا، كما وجدنا كسرة في جيوب بعض الشهداء
منضجة على رماد ساخن والمسماة باسم ملاّل.. وعدنا يحمل كل واحد منا ثلاث
بنادق بذخائرها، كنا نحمل أثقالا تفوق طاقتنا، واستقبلنا عباس بالتهليل
والتكبير وهو يصيح: الشهداء رحمهم الله، الله معنا، الدليل على ذلك عودتكم
بخمس عشرة بندقية ورشاش، والتحق بنا مجاهدون انسحبوا سالمين، وهب الفلاحون
فتطوع العديد منهم، وعدنا بعد أيام إلى وادي الجديدة بستين جنديا بفضل
فلاحينا الذين لا ينضب مَعينهم، أطعمونا بعد جوع، وأراحونا بعد تعب،
وجندوا ما عوض شهداءنا''..
ويستمر العقيد بيجار فيقول: ''كان يقود المتمردين عباس لغرور في انتظار
سلاح آت من طرابلس (وهذا رد على الوزير ولد قابلية الذي زعم بكل نكران
للجميل في تصريح له، أن العرب لم يقدموا شيئا للثورة الجزائرية، بينما
يقول المؤرخ الفرنسي ش. أ. جوليان إن الصفة المميِّزة للجزائري الاعتراف
بالجميل)، ويستمر بيجار فيقول: كانوا يقاتلون بشجاعة عالية، ويناورون
بجودة عجيبة، قائد المتمردين الذي ناور بروعة فدافع عن مواقعه جيدا، وكان
منظما جيدا، ولو لم نكن حذرين، لتكبدنا خسائر كبيرة..'' (صفحات 260 ـ 261
).
حمل بيجار غرورُه أن يستمر بفيلقه المظلي ويتبع المجاهدين، فبعد خمسة
أيام، راقب بالطائرات وجود مجاهدين غربي الجديدة، فأمر بالهجوم ولنقرأ في
كتابه:
* تحركنا نحوهم يوم 16 / 06 / 1956 على الساعة الواحدة صباحا، ووُضع تحت تصرفي فيلق من اللفيف الأجنبي. لإكمال التطويق.
* الساعة الخامسة، اللفيف يصطدم ببعض الفلاڤة.. الساعة السادسة، حطت
الطائرات العمودية في قيادتي على الموقع ,.1280 ظهرت دورية من طائرات 62
تغير وتقذف، وفجأة تصاب إحداها فتسقط محترقة.. الساعة 20,12 نقيب اللفيف
يخبرني بأنه رغم قصفنا، فإن الفلاڤة لازمون مواقعهم ويطلقون من كل
الأسلحة، وأن الاقتحام صار مستحيلا.. طرت في نفس اللحظة بعمودية حطت بي
قرب وحدة اللفيف، أمرت صائحا بالهجوم.. ولم أعط أمرا آخر، فقد لفحني سوط
كبير في صدري، خرج الدم من فمي، سقطت.. رأسي في الرمال الملتهبة، لقد نفذت
رصاصة فوق القلب بسنتمتر واحد وخرجت من الظهر.. استنشقت الهواء، حاولت
الوقوف، أنا واع، لكن في وعي ثانوي. وبحذر شديد، حملت للعمودية التي أقلعت
وسط صليات الرشاشات إلى مطار تبسة..''، ونقل إلى قسنطينة ثم إلى باريس،
فالإصابة كانت خطيرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39320
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى   صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى Emptyالثلاثاء 8 سبتمبر 2009 - 5:09

من كتاب ''إسناد ناري على واد هلال المغامرة المعاشة'' للطيار بيير كلوسترمان.
يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب التي صدرت تصف حرب الجزائر، وبخاصة على
الأوراس النمامشة. مؤلفه طيار حارب بالحرب العالمية الثانية في سماء
أوروبا وبالفيتنام، يقول عنه الجنرال ديغول: ''هو ضابط سام، طيار مطارد
مؤثر، حاصل على أوسمة لامعة.. تطوع وهو ضابط احتياط للخدمة في الجزائر في
إطار عمليات (حفظ النظام)، كان دائما يتطوع لخوض أكثر المعارك خطورة، حيث
كانت طائرته في عدة مرات تصاب بطلقات الخارجين على القانون''.
عمل بالجزائر سنتي 1956 و.1957 ركز في معاركه على ترديد اسم المجاهد
الكبير الأزهر شريّط وعلى مقر قيادته في شڤة اليهودي بواد هلال، ويسمي
كتابه بهذا الوادي. يصف جبال النمامشة بإعجاب يشوبه خوف ورعب. يتبين أن
المؤلف أديب له أسلوب شاعري، تحكمه مشاعر إنسانية تدفعه إلى أن يحترم
ويقدر خصمه.. ويبدو من خلال تصدر كتابه بنص لألبير كامو أنه لا يؤمن
بالحروب، ونص كامو: ''يكفي أن تقود الحركة إلى الموت لكي تلمس نوعا من
العظمة بالرجال، والتي تسمى العبث..''.
ولنورد مقتطفات من الكتاب:
يقول: ''يقدر الذين قتلوا من شباب الخدمة الوطنية الفرنسية في السنتين
اللتين عملتُ فيهما بالجزائر بثلاثة عشر ألف (13000) شاب قتلوا في هذه
العمليات العسكرية العقيمة، الغامضة، والغير المشجعة''. (صفحة7).
يصف وصوله لمنطقة أوراس النمامشة فيقول: ''كان الجنرال أوكسيفان Uxevent
الواقف في ساحة المدينة الصغيرة خنشلة يقدم لنا نبذة عن عمليات الغد، كان
دورفال (الاسم الحربي لكلوسترمان) يستمع بعناية، لأن واد هلال وشڤة
اليهودي ـ مقر قيادة الأزهر شريط ـ كانت دائما أمرا عظيما يعبر عن حرب
حقيقية وليس عمليات (الحفاظ على النظام). كان الجنرال ذو العينين
المصنوعتين من الصلب، والشخصية الحديدية يقود منطقة أوراس النمامشة،
فمنطقته هذه كانت دائما جهنمية، في مواجهة مجموعات الفلاڤة الأكثر تنظيما،
والأفضل تسلحا بالجزائر كلها. ففي أوراس النمامشة ولدت الثورة، وفيها
اكتسبت صلابتها، إن التحدث عن التربيع والحصار التقليدي عبارة عن مسخرة
مرة وسط هذه الطبيعة المرعبة، المشوية بشمس لا ترحم الفرق الآتية من
فرنسا، في جبال النمامشة الوعول نمور..''.
''حاولت قيادة أوراس النمامشة (الفرنسية) تفجير الدمّلة بواسطة ثلاث أو
أربع عمليات واسعة، فشلت كلها بمجرد سقوط الليل مع تكبدها لخسائر جسيمة.
لا تنفع المدفعية ضد هذه المتاريس الطبيعية، التجاويف تحمي الخارجين عن
القانون من قذائف المورتييه. سكبت الطائرات مئات الأطنان من القنابل ذات
الوزن الثقيل، المدرعات لا تفيد لأنها لا تستطيع النزول إلى عمق الوادي،
لقد جربنا كل الوسائل دون جدوى. إن أفضل قناصيهم المترصدين برشاشاتهم
صاروا متخصصين بنجاح في التصدي لطائراتنا''.
الإعجاب بواد هلال لم يقتصر على الرجال بل شمل النساء، فزوجة الجنرال
أوكسيفان َُّمًّمٍّص تطلب من كلوسترمان أن يأخذها بطائرته لرؤية واد هلال
المشهور التي كثيرا ما سمعت زوجها يهذي به، ويلبي لها رغبتها خفية على
زوجها..
يقول واصفا واد هلال: ''كانت جلالة شعاب واد هلال تقطع نفس دورفال (الاسم
الحربي له)، فلا يوجد مكان حلّق فوقه يشبه هذه الطبيعة التي كوتها الشمس،
وعذبتها الرياح ونحتها الطوفان، إنه لم يشاهد طبيعة جهنمية كهذه: فعلى
امتداد القرون شق الوادي بوحشية في جسد الصخر حنجرة وعرة عميقة بثمانمائة
متر بواسطة دوران وعودة دوران. وعلى بعد عشرة كيلومترات شمالي الجرف كسر
كوعُ تدفق المياه الصخرَ، فرمى على الضفة كتلا جبارة من الصخر أصغرها
يساوي حجم قوس النصر بباريس، وفي الأعماق شق التيار الجارف ممرات متتالية
وأروقة ضخمة تضيع كلها في صلب (بوجويب). إنها حصن مشاد بعنف، مرصوص بعضها
على بعض، مخترقة بأبرج مراقبة، ومسننة بمتاريس طبيعية، ومنخورة بستائر
جدارية. إنها هذيان عسكرية دفاعية بزواياها المنيعة، بفتحات رماة السهام،
وبأخاديدها المنحدرة المزروعة بالحصى الأبيض. كل ممر عبارة عن ترسانة تأوي
كل شيء: السلاح والذخائر، المغارات التي بها مهاجع الجنود، وقاعات
التمريض، وقطعان الماعز والأغنام، أما الماء، فهو متوفر في سائر المواسم..
تشاهد يوميا طائرات الاستكشاف دخان المشوي الذي ينضجه الخارجون عن القانون
دون محاولة إخفائه.. إنها للفلاڤة قلاع دائمة، وقواعد انطلاق للهجمات،
ومركز اجتماع قادة الولايات، ومرسى راحة عمليات رجال الأزهر شريّط الذين
يسيطرون على الدعامات المتاخمة للصحراء والممتدة من بير العاتر وحتى
تبسّة..''. (صفحات 173 ,171 ,170).
ويستمر الطيار كلوسترمان فيقول: ''في هذه المرة (ويقصد معركة الجرف) وضعت
القيادة العامة كل وزنها، فالقائد الكبير تنقل بنفسه من مدينة الجزائر إلى
هنا. عمليا، كل القوات المتوفرة في أوراس النمامشة، وتبسة، وأريس، ومن
خنشلة إلى نڤرين هرعت في الليل للمحاصرة، جاءت سائر الطائرات العمودية من
مطار سطيف وتلاغمة وحطت بالجرف، وعلى الساعة الثامنة صباحا، آلاف مؤلفة مع
مدفعيتهم نصبوا في القمم المسيطرة على الوادي، وأعلنت حالة الطوارئ
بتلاغمة وباتنة وتبسة من ميسترال، وأسراب الإسناد الخفيفة، و47. دورفال
(الاسم الحربي لكلوسترمان) يعرف جيدا أن أي حركة من حركاته في الجو مراقبة
من الفلاڤة المخفيين.. لكنهم على غير عادتهم لم تبدر منهم أية حركة حتى
الآن، ولم يطلقوا طلقة واحدة حتى الساعة العاشرة.. وفجأة، تنفجر المعركة:
كلاك.. كلاك.. وخفض رأسه لاشعوريا، لقد ثقب زجاج قمرة الطيار ثقبين وتمزق
المعدن.
ـ مونكوماندون، أصبت من عدة أماكن..
ـ ألو، هنا الباز الأحمر، هنا ليو، لقد أصابني الأوباش، أنا داخل إلى تبسة.
سد هائل من المدفعية يحاصر شڤة اليهودي حيث مقر قيادة الأزهر شريّط، يرتفع
الغبار الذي تتخلله القذائف الملتهبة، هذا يكلف كثيرا دافعي الضرائب في
فرنسا، ولا يضايق الفلاڤة الذين هم الآن ينامون في قيلولتهم بملاجئهم
الباردة ينتظرون الوقت المناسب للرد.. طائرة عمودية تخلي المصابين إلى
المستشفى الميداني بالمزرعة..
أُسقط الملازم جوليان، حاولت عمودية التقاطه.. الغليان يعم شڤة اليهودي،
لقد أصيبت لنا في ساعتين سبع طائرات. (ويعلق المؤلف في الهامش فيقول: في
1957 تصاب لنا شهريا 50 طائرة، وفي شهر يناير 1958 أصيبت لنا 85 طائرة،
وفي شهر فبراير 116 طائرة. وهذا تأكيد على أن المجاهدين لا يبالغون..).
وانطلقت نيران الفلاڤة الذين كانوا ينتظرون منذ الفجر هذا الوقت، وكانت نيرانا جهنمية..
في هذه اللحظة، تفتت زجاج العمودية إلى ألف جزيء لتهوي كسهم ملتهب.. حاول
الطيار النداء بالراديو، ولكن الدم الكامن في حنجرته خنقه، حاول أن يبصق
أو ينفخ ليسلّك منخريه، لكنه لم يستطع''. (صفحات : 201 ,197 ,195 ,190
,187 ,186 ,185 ,181).
ويصف الطيار كلوسترمان آخر طلعاته على جبال النمامشة في آخر الكتاب فيقول:
''بعد الإقلاع من تبسة، مر دورفال من خلال فجوة الدكّان، فوق قصعة ثليجان،
وارتفع حتى ثلاثة آلاف متر، باحثا عن هواء بارد.. تحت عينيه ترتفع جبال
النمامشة على أعمدة متتالية.. هذه الكتلة الجبلية الرهيبة ذات التضاريس
المجوفة البارزة، المزروعة بكثافة بشبكات من الأعشاب المعمرة الدموية
اللون، وبتشابك انقصافاتها الجبلية المذهلة العجيبة التي تهز فكرة الإلمام
بمسلسل الأبعاد.. هذه الهضبة العظيمة الخالية من الترحيب والاستضافة،
المطوي سطحها قليلا، المرتكزة على الكتلة الخضراء للأوراس، والمسيطرة
جنوبا بارتفاع ألف متر قائمة عموديا على الصحراء الممتدة بحماداتها إلى ما
بعد الأفق، والمنغمسة في ضباب جاف''. (صفحة 193).
واد هلال الذي وصفه هذا الطيار الفرنسي وصفا رائعا، هو واد يستقبل مياه
الأمطار والثلوج النازلة على السفوح الجنوبية للأطلس الجنوبي الشرقي، ويصب
في الصحراء فيغذي البحيرة الجوفية الألبية الجبارة. لا شبيه له بالعالم.
في أمريكا، يوجد شبيه له لكن أقل منه رهبة وغرابة وعظمة، وهو كانيون
الكبير ََُف لَفْا كونت له ولاية لاس فيغاس مطارا تنطلق منه طائرات صغيرة
محملة بالسياح يحلقون فوقه، وقد حلقت فوقه ووجدته أقل رهبة وروعة من واد
هلال وفق وصف كلوسترمان والصور الجوية التي أخذها له. الدولة الجزائرية لم
تهتم به، بل ولا يذكر حتى في دروس الجغرافيا. هذا الوادي هو الذي قال فيه
ضابط فرنسي: ''إذا قدر لديان بيان فو أن تقع في الجزائر، فواد هلال هو
مكانها''..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39320
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى   صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى Emptyالثلاثاء 8 سبتمبر 2009 - 5:09

الخلاصة..
أولا: عرضنا كيف كانت الثورة في سنواتها الأولى تتكون من الفلاحين الأميين
مؤطرين بطلاب اللغة العربية، كانت تسيّر باللغة العربية، ويتغنى بها شعراء
الملحون الفلاحون بالعربية بعشرات الآلاف من الأبيات. ويشهد الطيار
كلوسترمان أنه في السنتين اللتين عمل فيهما بولاية أوراس النمامشة، قتل من
شباب الخدمة الوطنية خمسة عشر ألفا (15000) شاب، بالإضافة إلى قتلى
المتطوعين من اللفيف الأجنبي وغيره.
ثانيا: بعد السنوات الثلاث الأولى حدث الانحراف، التحق المفرنسون بالحكومة
المؤقتة بالقاهرة وكوّنوا إدارتها باللغة الفرنسية، وخرج قادة سيطروا على
القيادة، وهرب ضباط من الجيش الفرنسي، وصارت الثورة فرانكفونية. وأعدم
بتونس القائدان اللذان ذكرهما بيجار وكلوسترمان: الأزهر شريّط وعباس لغرور
وغيرهم، وحلت الوحدات المقاتلة.
ثالثا: وأوقف القتال وتكونت الدولة الجزائرية الفرانكفونية بتهميش لغة
البلاد والعباد، وتحول الاستقلال خاليا من المضمون، وباقتصاد تابع
للاقتصاد الفرنسي، لأنه لم يحدثنا التاريخ أبدا أن تنمية اقتصادية
واجتماعية ناجحة تحققت بلغة أجنبية. وأكرر ما سبق أن كتبته بأن القرن
العشرين عرف أعظم ثورتين هما ثورة الجزائر وثورة الفيتنام. وأي ثورة لا
تعتبر نفسها ناججة إلا إذا حققت هدفين: تحرير الأرض وتحرير الذات. الثورة
الفيتنامية حققتهما معا بتطبيق فتنمة فورية شاملة، وبالتخلص من اللغة
الفرنسية تخلصا من سائر الرواسب التي تركتها في الذات الفيتنامية. أما
الثورة الجزائرية، فقد أجهضها المفرنسون، فحققت تحرير الأرض فقط، تاركة
الذات مستعمرة فرنسية، ولا زالت حتى الآن كذلك، وكوّن المفرنسون المُجهضون
لها الدولة الجزائرية الفرانكفونية التي أفلست اقتصاد الجزائر، فمداخيل
البتروت تمثل 97٪ من مداخيل الجزائر. في سنة 2006 قمت بإحصائية، فوجدت أن
الفينتام بالفتنمة صدر خارج المحروقات بما قيمته ستة وعشرون مليار دولار
مواد صناعية وزراعية، بينما صدرت الجزائر بالفرْنسة خارج المحروقات، في
السنة المذكورة بما قيمته ستمائة مليون دولار ثلثها خردة. علما بأن النفط
الجزائري مآله النفاد بعد ستة عشر سنة فقط، وفقا لتقويم الخبراء
الجزائريين الدوليين. وهكذا تترك الأجيال الجزائرية المقبلة للضياع.
رابعا: وكدليل على إفلاس الدولة الفرانكفونية، وبعد 47 سنة من الاستقلال،
الماء الذي يشربه سكان العاصمة تسيّرة شركة فرنسية، ومطار الجزائر الدولي
الجديد تسيره شركة رواسي الفرنسية، فحري به أن يحمل اسم مطار شارل دوغول
بدل مطار هواري بومدين. والتوجه لتسليم سونلغاز، والميترو الجزائري، وسكك
الحديد، والطريق السيار شرق ـ غرب، وغيرها لشركات فرنسية، وتتحول بذلك
جزائر المليون ونصف المليون شهيد إلى ما كانت عليه قبل ,.1962 لكن بنفقات
جزائرية.
الدكتور عثمان سعدي
المصدر : الخبر الأسبوعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39320
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى   صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى Emptyالثلاثاء 8 سبتمبر 2009 - 6:54

صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى Ql5iwoqk6hzimkd71r8x
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
 
صفاء الثورة الجزائرية في سنواتها الثلاث الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الثورة الجزائرية والسياسة الاستعمارية 1954/1962 - صور
» اندلاع الثورة الجزائرية
» اندلاع الثورة الجزائرية
» الثورة الجزائرية 1954- 1962
» lمشاركة المرأة في الثورة الجزائرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجنوب التعليمي :: الفئة الثالثة :: المنتدى التاريخي :: قسم تاريخ الجزائر-
انتقل الى: