إشعال الشمعة الأولى لجمعية الحياة.
ما زالت الحكمة تطارد الشيخ عدون وتهمس في أذنيه الواعيتين ” أن تشعل
شمعة خير لك من أن تحتفي بالظلام ” من رحم صناعة الجهل الذي دأبت الإدارة
الاستعمارية الفرنسية على تكريسه لتكسير ثوابت الأمة الجزائرية وتعويم
الشعب الجزائري في دائرة السوء “الجهل” انتفض الشيخ عدون وجمع من شباب
المنطقة الصحراوية لشد عضد الشيخ بيوض من أجل إشعال الشمعة الأولى لجمعية
الحياة التي ستكون الراعي الرسمي لمشروع التعليم بالقرارة بداية من سنة
1937، حيث شارك في تأسيسها وأخذ على عاتقه أمين مالها، وبعد وفاة رئيسها
الشيخ بيوض سنة 1981 أصبح رئيسا لها إلى يوم وفاته، وفي سنة 1938 عين
عريفا لحلقة ايروان بالقرارة وفي سنة 1943 اختير عضوا بحلقة العزابة ثم
أصبح رئيسا لها بعد وفاة الشيخ بيوض وظل كذلك إلى يوم وفاته .
الشيخ كان متفتحا على الطرف الأخر ووطنيا إلى حد النخاع ويدعم كل مشروع
يسوق لفكرة “الجزائر جزائرية” في زمن كانت تريدها فرنسا ” جزائر فرنسية “،
ففي سنة 1946 لبى الشيخ عدون نداء الكشافة الإسلامية وانخرط مساهما في
تأسيس فرعها بالقرارة، ومثل هذا التعاضد ليس بجديد ولا غريب عن مواقف
الشيخ الذي كان قد ترأس جرائد عدة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
جنبا إلى جنب لحماية الهوية الوطنية من الطمس، وذاك موضوع آ خر مؤجل لموضع
آخر.
كشافة الحياة
أفواج الحياة بمدينة القرارة ولاية غرداية, منظمة كشفية تابعة لحركة
الكشافة الإسلامية الجزائرية, يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1943م، حيث كانت
تسمى بكشافة الجنوب, ثم أطلق عليها اسم كشافة الحياة في بداية الخمسينيات,
وبعد استقلال الجزائر سنة 1962م أصبحت تحمل اسم فوج الحياة، وفي سنة 1989م
تفرعت من الفوج ثلاث أفواج وهي:
ــ فوج الحياة الشيخ إبراهيم بابه الإبريكي
ــ فوج الحياة الشيخ الحاج عمر بن يحيى.
ــ فوج الحياة الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض.
أهم نشاطات أفواج الحياة:
1949م:أول مخيم تأسيسي بـ “بمغدر العالية” بإحدى ضواحي البلدة.
1952م: أول رحلة على الأقدام على مسافة 250 كلم مرورا بعدة قرى متتابعة.
1956م: عودة بعض قادة الفوج من تونس أين كانوا يزاولون دراستهم, وقد مثلوا
الحركة الكشفية الجزائرية بانتداب من الحكومة المؤقتة, كما أسندت أول فرقة
تابعة لجبهة التحرير الوطني للقائد: أولاد بابهون بكير أحد أعضاء الفوج.
1962م: المشاركة في احتفالات 5 جويلية بالجزائر العاصمة.
ــ المشاركة في مؤتمر الاستقلال للفرق الكشفية على مستوى الوطني
1966م: المشاركة في المعسكر الكشفي العربي بـ ” جود دايم ” بليبيا
1968م: المشاركة في المعسكر الكشفي الثامن بـ ” سيدي فرج ” بالعاصمة.
1970م: الفوز في مسابقة وطنية بمجموعتين من الأناشيد في قاعة الأطلس بالعاصمة.
1984م: المشاركة في المخيم الوطني للرواد بسيدي فرج .
ــ المشاركة في المخيم العربي السادس عشر والإسلامي الثالث بسيدي فرج.
1987م: قافلة مفدي زكرياء: رحلة على الأقدام مسافة 600 كلم من القرارة ولاية غرداية إلى الجزائر العاصمة.
أوت 2000م: قافلة السلام: رحلة إلى مصر برا مرورا بتونس وليبيا ثم مصر
ديسمبر2004م: قافلة أبي يعقوب يوسف الو رجلاني: رحلة على الأقدام لمسافة 200 كلم من القرارة إلى ورقلة.
أوت 2006م: قافلة الوفاء : أول فوج كشفي يقوم برحلة إلى البقاع المقدسة
لأداء شعيرة الحج ” العمرة ” عن طريق البر مرورا بتونس, ليبيا, مصر,
الأردن ثم المملكة السعودية.
وزيادة عن هذا النتاج الزخم الذي كان للشيخ ضلع في تأسيسه وإنجاحه بمعية
الشيخ بيوض، ساهم أيضا سنة 1940 في أول جولة لجمع التبرعات لصالح جمعية
الحياة في شرق البلاد والعاصمة وضواحيها، ثم أصبحت جولة سنوية لنواحي
الوطن لم ينقطع عنها إلى يوم وفاته .
كما عين أيضا عام 1948 مفتشا عاما للمدارس الخاصة بوادي ميزاب ومدن التل
التي أنشأتها جمعيات الإصلاح، وترأس أيضا مجلس عمي السعيد خلفا للشيخ
الحاج محمد بابان والى يوم وفاته وفي سنوات الثمانينات ترأس مجلس باعبد
الرحمان الكرثي المختص بتدبير شؤون الأمة العامة في مجالات العمران
والسياسة . وفي 1989 أسس جمعية التراث التي ترأسها إلى يوم وفاته .