منتدى الجنوب التعليمي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.أخي أختي يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك في منتدى الجنوب التعليمي للجزائريين والعرب.قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي: 11
منتدى الجنوب التعليمي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.أخي أختي يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك في منتدى الجنوب التعليمي للجزائريين والعرب.قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي: 11
منتدى الجنوب التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الجنوب التعليمي


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

إلا رسول الله

 

 قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي:

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39320
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي: Empty
مُساهمةموضوع: قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي:   قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي: Emptyالأربعاء 2 سبتمبر 2009 - 6:11

الأصل السابع: حق الأمة في مناقشة أولي الأمر ومحاسبتهم على أعمالهم،
وحملهم على ما تراه هي لا ما يرونه هم. فالكلمة الأخيرة لها ولا لهم.
الأصل الثامن: على من يتولى أمرا من أمور الأمة أن يبين لها الخطة التي
تسير عليها، ليكونوا على بصيرة، ويكون سائرا في تلك الخطة عن رضى الأمة.
إذ ليس له أن يسير على ما يرضيه، وإنما عليه أن يسير بهم فيما يرضيهم.
الأصل التاسع: الأمة تحكم بالقانون الذي رضيته لنفسها، وعرفت فيه فائدتها،
وما الولاة إلا منفذون لإرادتها..

والملاحظ هنا أن ابن باديس يكتب على تنفيذ القانون وليس تنفيذ الشريعة، أي
أنه يفصل بين السلطة التنفيذية التي تنفذ القانون الذي أسنته السلطة
التشريعية.
الأصل العاشر: الناس كلهم أمام القانون سواء، لا فرق بين قويهم وضعيفهم..
وهنا وجب التأكيد والإصرار على ما كتبه ابن باديس الخاص بالعصمة بعد
الرسول (ص)، أي ليس هناك إنسان معصوم بعد النبي (ص)، لأنه جاء في القرآن،
وبالضبط في الآية 67 سورة المائدة التي تنص على ما يلي: ''يا أيها الرسول
بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من
الناس، إن الله لا يهدي القوم الكافرين''. وهذه الآية تدلنا أن المعصوم
الوحيد من الأخطاء هو النبي (ص)، وليس غيره. أما بقية الناس فهم خطاؤون.
وجعل الله لذلك قاعدة التوبة والعفو للذين يرتكبون السوء بجهالة وليس
المتعمد كما يظن علماء الجهل. والآيات الدالة هي الآية 17 من سورة النساء:
''إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب
فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما''، والآية 54 من سورة
الأنعام: ''... من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فـإنه غفور
رحيم''، والآية 119 من سورة النحل: ''ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة
ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم''.
وواصل الإبراهيمي الرسالة الباديسية الخاصة بالانتخابات وتمثيل الأمة.
ونشر نصا صريحا موجها للأعضاء المسلمين بالمجلس الجزائري في العدد 33 من
جريدة ''البصائر'' لسنة ,1948 يوضح فيها الفرق بين عضو بالمجلس ونائب، حيث
يكتب ما يلي: ''النيابة وكالة عن الجمهور، والشرط في الموكل أن يكون حرا
مختارا مطلق التصرف... إن أقواما قبلكم وصلوا إلى ما وصلتم، وارتقوا على
أكتاف الأمة إلى كراسي النيابة ولكنهم خانوا العهد وأضاعوا الحقوق، فسجل
عليهم التاريخ خزي الأبد وكلة المقت..''.
ويواصل الدفاع عن مبادئ الجمهورية الديمقراطية وأساسها الانتخاب في عدة
نصوص نشرت في ''البصائر''، بعد ما تقدم بها للسلطات الاستعمارية التي نصبت
لجنة إصلاح شؤون الجزائريين المسلمين، بعد قرار من الجنرال ديغول في نهاية
1943 . وقدم الإبراهيمي المذكرة الأولى في بداية جانفي ,1944 أهم ما جاء
من المطالب هي:
1) استقلال القضاء الإسلامي عن القضاء الاستعماري.
2) فصل الدين عن الحكومة وتأسيس مجلس إسلامي أعلى منتخب من طرف الجمعيات الدينية.
3) تأسيس حكومة جزائرية مسؤولة أمام برلمان جزائري.
أما المذكرة الثانية، فقدمت باسم الجمعية في أوت ,1944 يؤكد فيها على فصل
الدين عن الحكومة بتأسيس مجلس إسلامي أعلى، منتخب من طرف الجمعيات
الدينية، ومسؤولا أمامها، حيث يقدم الأعمال التي كلف بها من طرف المؤتمر
الإسلامي الذي يجمع كل الجمعيات الدينية التي تنتخب على أعضاء المجلس.
وتتطرق المذكرة إلى استقلالية القضاء الإسلامي، حيث يتم تأسيس مجلس أعلى
للقضاء منتخب من طرف القضاة، مهامه هي اختيار القضاة وتسميتهم ومراقبتهم
والنظر في سلوكهم وتحديد عقوباتهم. وتطرق للموضوع عدة مرات في جريدة
''البصائر''، أذكر منها العدد 108 لسنة ,1950 العدد 109 من نفس السنة،
العدد 58 من سنة ,1948 العدد 122 لسنة .1950
وجدد موقف الجمعية في فكر الإصلاح كما جاء به محمد عبده وشكيب أرسلان
ومحمد رضا وجمال الدين الأفغاني وهو معارضة النظام الملكي وإسقاطه مع
حلفائه من رجال الدين المدافعين عنه. ويكتب، في هذا الصدد، ما يلي: ''ففي
الوقت الذي كان فيه جمال الدين الأفغاني يضع أساس الوطنية الإسلامية على
صخرة الإسلام الصحيح، ويهيب بالمسلمين أن ينفضوا أيديهم من ملوكهم
ورؤسائهم وفقهائهم، لأنهم أصل بلائهم وشقائهم، وفي الوقت الذي كان محمد
عبده يطيل ذلك البناء ويعليه...''. وهذا موقف واضح من النظام الملكي وما
يشبهه من نظام السلطنة والإمامة والخلافة، وتأييد للنظام الجمهوري
الديمقراطي البرلماني، حيث يكتب، في هذا المجال على دور البرلمان وهو
محاسبة الحكومة وإسقاطها إن اقتضى الأمر، في العدد 176 من ''البصائر''
لسنة 1951 ما يلي: ''إن الأصل في هذا المجالس أنها تصارع الحكومات،
وتناقشها الحساب، وتردها إلى الصواب، وتحارب النزعات الفردية، كل ذلك
لأنها تأوي من الأمة إلى ركن شديد، أما المجلس الجزائري فـإن شأنه غريب،
وأمره عجيب''. وفي نص آخر نشر في العدد 159 لسنة 1951 من جريدة
''البصائر''، يؤكد الإبراهيمي أن ''الشعوب في هذا الزمان هي مصدر السلطان،
وهي التي تقيم الحكومات وتسقطها، وهي التي تبني العروش وتقوضها...''. وهذا
مبدأ الجمهورية الديمقراطية الذي يخول للشعب وحده السلطة المطلقة والسيادة
الكاملة التي يخولها لممثليه في مدة معينة عن طريق الاقتراع الحر والسري
والجماعي، الخ من شروط نزاهته. وكل هذه الأفكار هي لب الإيمان الصحيح، حيث
أن الله ربط الفساد والذل بالملوك، كما جاء ذلك واضحا، جليا، سهلا، في
الآية 34 من سورة النمل: ''قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا
أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون''.
كل هذه الأدلة تؤكد أن الفكر الإصلاحي كما دافع عنه كل من بن باديس
والإبراهيمي هو معادي للخلافة والإمامة والملكية والسلطنة، وكل حكم
استبدادي مبني على النزعة الفردية، ومؤيد للنظام الديمقراطي البرلماني،
حيث أن السلطات الثلاثة مفصولة عن بعضها البعض، وأن الحكومة أو السلطة
التنفيذية مسؤولة أمام السلطة التشريعية، كما أن هذا الحكم الذي نظر له كل
من بن باديس والإبراهيمي، هو النظام الجمهوري الديمقراطي الذي يتضمن فصل
الدين عن الحكومة، ولو كانت إسلامية كما يوضحه ابن باديس من التجارب
المصرية والتركية، حيث يكتب في ''الشهاب'' لشهر ماي 1938 تحت عنوان
''الخلافة أم جماعة المسلمين'' ما يلي: ''فعلى الأمم الإسلامية جمعاء أن
تسعى لتكون هذه الجماعة من أنفسها، بعيدة كل البعد عن السياسة وتدخل
الحكومات، لا الحكومات الإسلامية ولا غيرها''.
وليومنا هذا، لم يتحقق شيء في جزائر الاستقلال، حيث أن المجلس الإسلامي
الأعلى لا يزال أعضاؤه معينين من طرف السلطة التنفيذية كما كان الحال
أثناء المرحلة الاستعمارية. وكل هذه مطالب جمعية العلماء المسلمين لم نسمع
بها في الاستقلال، وخاصة في بداية الانفتاح السياسي، حيث سمعنا وقرأنا
أشياء أخرى، غير الفكر الإصلاحي الجزائري الأصيل. وتلك الأفكار هي أفكار
الطرقية الجديدة. ولو عرف الجزائريون الفكر الإصلاحي في أصله وليس من طرف
تلاميذ الجمعية ذوي العلم القليل كما يشهد عليه الإبراهيمي نفسه، كما أقدم
البرهان على ذلك لاحقا. واندثر العلم القليل وانقرض أمام عاصفة الفكر
الطرقي الجديد، المتجدد، المغلف في ثوب الإسلام لاصطياد النفوس والكيد
بالأمة في حرب لم تنته بعد.
انتقاد الوهابية وعلماء الأزهر
انتقد ابن باديس في كتاباته كلا من منهج الوهابية في الإصلاح وعلماء
الأزهر الذين اختصوا في الضلالة والانحراف وأتباع الطرقية والتشهير بها.
وجاء انتقاد بن باديس للمنهج الوهابي في نص نشر في جريدة ''النجاح'' لشهر
نوفمبر ,1924 حيث بين غلطاتهم وأسبابها وعواقبها وهي انعزالهم وفشلهم في
إصلاحهم الذي يريدون إدخاله على مجتمعهم. ويكتب ابن باديس في هذا المجال
ما يلي: ''قام الوهابيون لتحقيق هذه الغاية بحماس وشدة وجهل في كثير منهم،
فارتكبوا في سبيلها أمورا نفرت منهم النفوس. وأتى جهالهم شنائع كانت من
النكارة بمكان، ووجدها أضدادهم سلاحا قويا في تشويه سمعتهم إلى اليوم،
وأسخطت عليهم العالم الإسلامي كله، فكانت الخيبة تصيبهم من جراء سلوكهم
القاسي.. إن الدعوة إلى الحق لا تنجح إلا إذا كانت كما أمر الله تعالى،
بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن. ولم تكن في الوهابيين
كفاءة للقيام بتلك الدعوة العظيمة على هاته الطريقة الحكيمة فخابوا، وبقيت
غايتهم مقصورة عليهم.. إنما تنكر عليهم الشدة والتسرع في نشر الدعوة وما
فعله جهالهم''.
وكل من يدرس ما كتبه بن باديس في حق الوهابيين لا يزال قائما ليومنا هذا،
لأن الفشل والخيبة والهزيمة هي النتيجة الحتمية لكل من أراد استعمال العنف
والإكراه لنشر أفكاره. وكما يبرزه ابن باديس، هناك تناقض بين الغاية
والوسيلة، أي أنهما غير متجانستين، لأن الوهابيين هم الذين تسببوا في
الهزيمة وليس غيرهم، لأنهم تم عزلهم في العالم الإسلامي كله وحتى في جزيرة
العرب. وينشر رأيه في هذا الموضوع في العددين179 و180 من جريدة
''النجاح''، في عام 1924 ما يلي: ''قتل زعيمهم ابن سعود بالأستانة بعد ما
تفرقت جنوده وشرد آله، فانزوى الوهابيون من يومئذ بنجد واختفت أخبارهم عن
العالم... قام الوهابيون في حروبهم بالقرن الماضي لنشر دعوة دينية إصلاحية
فخابوا، فانكمشوا بنجد..''.
وبعد هزيمتهم التاريخية في الإصلاح، انعزل الوهابيون في قطر واحد، ما يعرف
اليوم بالمملكة العربية السعودية، نسبة إلى آل سعود، الأسرة المالكة
والحاكمة والمتحالفة مع الوهابية وهي مرجعيتها في الحكم والدين معا، بعدما
تحولت إلى طرقية ترفض الإصلاح وتمجد التقاليد والنقل في منهجها، أي أنها
ضد التجديد في الفكر الإسلامي.
وكما ذكرنا سالفا، فـإن الفكر الإصلاحي هو مناهضة النظام الملكي، ونظام
الخلافة والإمامة والسلطنة وكل نظام حكم مبني على الوراثة، وهو عكس الفكر
الوهابي الذي يقدس النظام الملكي والخلافة، أي أنه فكر في خدمة سلطة
الاستبداد والطغاة. وانتشر الفكر الوهابي في عدة أقطار عربية وإسلامية تحت
شعار ''الصحوة الإسلامية''، وقاد هذا الانتشار الدولار الأمريكي وزعماء
الطرقية الجدد منهم سعوديون ومصريون مشهورون. وكان الفشل هو النتيجة
لعملهم مع تخريب مجتمعاتهم وإفلاس اقتصادياتهم، لأنهم قاموا بتقليد منهج
الوهابيين الفاشل وجددوا فشله مرة أخرى. وسأعود للموضوع مرة أخرى، لأكشف
الصراع التاريخي بين الفكر الإصلاحي وفكر الطرقية وهو الفكر التقليدي
الناقل للفساد في العبادات والمعاملات والدين. وهنا أطرح السؤال التالي:
من له الشجاعة والعمل والكفاءة لنقد طرقية السعودية المتمثلة في الطرقية
الوهابية؟ لا أحد في الجزائر لأنهم من أتباع الطرقية الوهابية بعد ما قضوا
على الفكر الإصلاحي ومحوا آثاره، واستبدلوه بالطرقية الوهابية مقابل
دولارات أمريكية ومناصب في سلطة الاستبداد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39320
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي: Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي:   قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي: Emptyالأربعاء 2 سبتمبر 2009 - 6:14

كما انتقد ابن باديس علماء الأزهر وأتهمهم بالانحياز للطرقية بكل أشكالها
في نص نشره في جريدة ''الشهاب'' لشهر مارس ,1936 يتطرق فيه إلى العمق
التاريخي للطرقية التي عمت على الأزهر منذ الفاطميين، أي منذ القرن العاشر
ميلادي، أي أن الطرقية لها تاريخ وامتداد وثقافة تحميها. وهذا ما كتبه في
انتقاده لعلماء الأزهر: ''ومن عدل الله وحكمته أن كان مبعث هذه الدعوة
الإصلاحية هو مصر، مصر التي هي مبعث أكثر البدع والضلالات العقائدية
والعملية، من يوم انتصبت فيها دولة الفاطميين، فرسخت فيها البدع الطرقية
وغير الطرقية ـ والطرق حيثما كانت فهي تكئة وملجأ البدع والخرافات ـ وصارت
الخطة الطرقية من الخطط الإسلامية في الحكومات المصرية التي تحميها
وتؤيدها، فصارت البدع والضلالات رسمية في نظر المسلمين وغير المسلمين،
وجاء الأزهر وأهل الأزهر - إلا قليلا - على دين الدولة وهوى العامة يقرون
تلك البدع والضلالات بسكوتهم، بل بمشاركتهم العملية، وتأييدهم الفعلي
والقولي، وما ينشر عنهم من كتب وتلاميذ... لم يبق للمتشبثين بالبدع
والضلالات والأوهام والخرافات من شبهة يتمسكون بها ويستندون إليها إلا
طرقية مصر وعلماء مصر ورجال الأزهر''.
تلك هي انتقادات ابن باديس لعلماء الأزهر الذين هم تابعون لدين حكوماتهم
وليس لدين الله، كما نوه بالجهود المبذولة من طرف بعض علماء الأزهر للقيام
بالإصلاح الديني، وذلك في نفس النص. وذكر ابن باديس قاعدة عامة للقيام
بالإصلاح وهي عموم الفساد وانتشار الخرافات ونمو وازدياد الطرق الدينية
التي تنشر الضلالات والجمود والخمول والتقليد والفساد باسم الدين.
لكن الفكر الإصلاحي لم يفز في الأزهر، كما لم يفز بالجزيرة العربية. وفشل
الإصلاح في الأزهر وفي مصر، ورجع كل واحد لعادته القديمة وهي الطرقية.
وهذا ما يكشف عنه محمد الغزالي، في مقدمة كتابه ''السنة النبوية بين أهل
الفقه وأهل الحديث''، حيث يكتب ما يلي: ''لكن الأزهر من ثلاثين سنة أو
تزيد ينحدر من الناحية العلمية والتوجيهية. لذلك خلا الطريق لكل ناعق،
وشرع أنصاف وأعشار المتعلمين يتصدرون القافلة ويثيرون الفتن بدل
إطفائها''.
وهذه الشهادة للغزالي تؤكد ما كتبه ابن باديس منذ أكثر من سبعين سنة. ونفس
المشكل المطروح سنة 1936 لا يزال مطروحا ليومنا هذا، بمعاينة أقلام مصرية
نفسها، حيث يصل لنفس معاينة ابن باديس لرجال الدين، نشرها في كتابه ''حقوق
الإنسان''، حيث يكتب الغزالي ما يلي: ''ولم يقرب هؤلاء الحكام إلا العلماء
الذين في كفايتهم ضعف، وفي أمانتهم غش... ولم تبال الحكومات الإسلامية
الجهول أن تدع الشعوب للفراغ، فشغل العوام أنفسهم بفروع الفقه والجدال في
التوافه، والتعلق بالبدع والجري وراء الأوهام''.
هذا الانتقاد لعلماء مصر وعلماء الأزهر هو نفس الانتقاد المعبر عنه من طرف
ابن باديس، أي أن علماء الأزهر أتباع الطرقية إثارة البدع والفتن، وهم ذوو
علم قليل وبسيط، ينحصر في القشور وليس منحدرا من العمق واللباب، حيث
يستعمل الغزالي مصطلحات: ينحدر المستوى العلمي والتوجيهي للأزهر منذ 30
سنة، فيه أساتذة نصف وعشر المتعلمين، أي أنهم غير متعلمين، وهم يسمونهم
علماء الأزهر لأنهم غير متعلمين، أي جهالة. ويصف رجال الدين الحكوميين أن
كفايتهم أو كفاءتهم ضعيفة وليس قوية، أي أنهم أشبه الجهالة، الذين يتقنون
فن الغش وخيانة الأمانة وفسح الطريق واسعا أمام الفتن والبدع والجدال
التافه والدفاع عن الأوهام ونشر فكر الطرقية، أي أن الأزهر لم يفلح في
الإصلاح، وبقي على عهده، كما وصفه ابن باديس. والسؤال المطروح اليوم هو:
من له العلم والثقافة والشجاعة لانتقاد الأزهر وعلماء الأزهر كما قام بذلك
ابن باديس؟ من هو ذلك الشخص الذي يدعي العلم الذي نجهله ويجهله عامة الناس
الذي يتجرأ على انتقاد الأزهر وعلماء الأزهر الذين هم شبه جهالة كما وصفهم
الغزالي.
حزب الله الجزائر: جمعية العلماء المسلمين؟
عرف العالم العربي - الإسلامي في السنوات الأخيرة انتصارات وإنجازات حزب
الله اللبناني بقيادة حسن نصر الله. وازدادت قوته وشرعيته. كان مصنفا أنه
موال لإيران وأنه شيعي لعزله والنيل منه وهزمه، لكن عزيمته كانت أقوى،
وصدقه كان أعلى، وإرادته كانت من الإسمنت المسلح، لأنه صادق في أقواله
وأفعاله، ولأنه ليس مغشوشا وكاذبا باسم الدين، لأنه وفيّ لعهده ولأمانته
ودينه وشعبه وأمته. لكل هذا انتصر على العدو الصهيوني، وكان يردد أنه نصر
من الله.
وقبل بروز هذا الاسم أو هذه الصفة على الساحة الدولية، كان عبد الحميد ابن
باديس قد وصف جمعية العلماء المسلمين أنها حزب الله الجزائر، وذلك في نص
نشره في جريدة ''الشهاب'' لشهر مارس 1936 تحت عنوان ''الإصلاح أمس
واليوم''، ينتقد فيه علماء الأزهر والزيتونة والقرويين بفاس، حيث يطرح
السؤال عن مستقبل العالم الإسلامي في حالة ضلالة علمائه، ويكتب ما يلي:
''وكيف يكون حال العالم الإسلامي ومراكزه العلمية الدينية في ذلك الضلال
المبين''. وردا على ذلك الضلال، يعلن أنه يقود جمعية رائدة في الإصلاح
الديني في العالم العربي ـ الإسلامي، وهي جمعية العلماء المسلمين التي
سماها ووصفها بحزب الله، الذي يناهضه دعاة التخلف والجمود والضلالات، أي
أتباع الطرقية أو الزوايا. وهذا ما كتبه في الموضوع: ''جاءت الدعوة
الإصلاحية - ومصر والعالم الإسلامي على تلك الحال - فاصطدمت بقوة ما كانت
تثبت لها لولا قوة الحق والإيمان، ومضى ثلث قرن أو يزيد والدعوة الإصلاحية
تنتشر وتتقدم، وتنقص البدع والضلالات من أطرافها، ولكنه لم تقم أمة
إسلامية هيئة علمية منظمة تعلن الدعوة إعلانا عاما، وتصمد للمقاومة، غير
مبالية بما يؤيد البدع والضلالات من سلطان ديني وسلطان دنيوي - غير الأمة
الجزائرية، فكان من علمائها الأحرار المستقلين الذين لا يعيشون على
الوظيف، أولئك الذين نهضوا بالدعوة الإصلاحية منذ بضع عشرة سنة، وجاهدوا
فيها لله، وصبروا، وأسسوا لها أعظم مؤسسة دينية - جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين - حتى أصبحت الدعوة الإصلاحية - والفضل لله والحمد لله - ثابتة
الأركان، مشيدة البنيان، باسقة الأفنان، دانية الثمار، وارفة الظلال - لا
على الجزائر وحدها بل على الشمال الإفريقي كله.... أضل بها العوام وأشباه
العوام، وأيد بها حزبه، وشغب بها على حزب الله....
وجاء بعده الإبراهيمي ليؤكد للأحزاب السياسية الجزائرية الموجودة في وقته،
أن الجمعية ليست حزبا سياسيا، بل هي فوق الأحزاب، لأنها حزب الله. وجاء
ذلك في العدد 4 من ''البصائر'' لسنة ,1947 حيث يكتب ما يلي: ''إن حزب الله
في الأمة الجزائرية هو جمعية العلماء''.
ووصفت بهذا الاسم، لأنها كانت رائدة الإصلاح الديني في العالم العربي ـ
الإسلامي، كما يؤكده ابن باديس وبعده الإبراهيمي. وكتب الأول في الموضوع
ما ذكرته في انتقاده لعلماء الأزهر، أي عام .1936 وهذا الاعتراف بالريادة
في الإصلاح الديني تم تكراره مرة أخرى في جريدة ''الشهاب'' لشهر جانفي
,1937 حيث يكتب ما يلي: ''كانت أول دعوة للإصلاح الإسلامي أعلنت في هذا
الشمال الإفريقي على لسان الصحافة ـ هي دعوتنا منذ بضع عشرة سنة في جريدة
(المنتقد) الشهيدة، وفي خلفها (الشهاب)''.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39320
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي: Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي:   قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي: Emptyالأربعاء 2 سبتمبر 2009 - 6:17

وجاء بعده الإبراهيمي ليؤكد على ذلك في نص نشره في العدد 36 من جريدة
''البصائر'' لسنة ,1948 جاء فيه على الخصوص ما يلي: ''لا يوجد قطر من
أقطار الإسلام تأثر أهله بالفكرة الإصلاحية الدينية كما تأثر مسلمو
الجزائر، ولا يوجد في علماء الإسلام جماعة قاموا بهذه الدعوة الجريئة،
متساندين مجتمعين، يجمعهم نظام وانسجام، كما قام رجال جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين...''. والنجاح في ذلك هو هدفهم وهو التحرير كما وصفه
الإبراهيمي في نص نشره في ''البصائر'' رقم 2 لسنة ,1948 جاء فيه على
الخصوص ما يلي: ''لها في هذا الباب تحرير العقول من الأوهام والضلالات في
الدين والدنيا، وتحرير النفوس من تأليه الأهواء والرجال، وإن تحرير العقول
لأسلس لتحرير الأبدان، وأصل له، ومحال أن يتحرر بدن، يحمل عقلا عبدا..''.
ويشير هنا إلى تحرير العقل من أجل تحرير البدن، ويعني بهذا، كما سأتطرق له
لاحقا، تحرير الروح والدين الإسلامي من بدع وضلالات الطرقية التي يعتبرها
الاستعمار الروحي، لتحرير الجزائري من الاستعمار البدني أو المادي.
وكانت الجمعية هي حزب الله الجزائر، لأن مبادئها كانت صحيحة، فهي ليست
منحازة لحزب سياسي، أو أنها حزب سياسي، كما يؤكده ابن باديس في نص نشره في
جريدة ''الشهاب'' لشهر مارس ,1938 حيث يكتب ''ليس المصلحون حزبا ـ وربما
يكونونه يوما من الأيام ـ وإنما هم العاملون على الأصول..''. ويعتبر هذا
الموقف تأكيدا لما كتبه سنة 1926 في جريدة ''الشهاب'' لشهر مارس، حيث
يكتب: ''أما جمعية العلماء المسلمين، وهي الدينية التهذيبية البحتة، وهي
البعيدة كل البعد عن السياسة والسياسيين...''، كما أنها تدافع عن الحق،
دون احتكاره، لأنها كانت تعرف أن الحق هو الحق، لهذا قررت أن تدافع عن
الحق والقبول به، ولو جاء من غيرها. كما أنها كانت تدعو إلى كل الآراء دون
تمييز لإتباع الأحسن. ويكتب ابن باديس في هذا الموضوع، في جريدة
''المنتقد'' لشهر سبتمبر 1925 ما يلي: ''بل الواجب عليهم أن يستمعوا القول
فيتبعوا أحسنه، وأن يكونوا قدوة للأمة في قول الحق وقبوله ممن جاء
به...''. ولم يعط لنفسه العصمة في أعماله وأقواله، بل ترك للتاريخ ليحكم
عليه وعلى خصومه، حيث يكتب، في ''الشهاب'' لشهر فبراير 1926 ما يلي: ''إن
لمشروعنا مبادئ صحيحة، ولنا غاية شريفة... حتى نكون قد قمنا بواجبنا
الوطني بصدق وإخلاص، ونترك لمن بعدنا نموذجا صالحا وتراثا طيبا وثمرة
سائغة. ومن عارضنا في سيرنا بفكر ونظر وقصد حسن قبلنا صوابه وأعلنا
الخبر الأسبوعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
LAIB BELGACEM
نائب المدير
نائب المدير
LAIB BELGACEM


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 5111
نقاط : 37295
تاريخ الميلاد : 23/04/1969
تاريخ التسجيل : 26/06/2009
العمر : 55
الموقع : http://www.quransound.com/

قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي: Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي:   قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي: Emptyالأربعاء 2 سبتمبر 2009 - 12:24

موضوع يتطلب التركيز والاهتمام واصل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://cemahmedbouzegag.forumalgerie.net
 
قراءة حديثة في فكر ابن باديس والإبراهيمي:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابن باديس
» عبد الحدميد بن باديس
» عبد الحميد بن باديس
» عبد الحميد بن باديس
» عبد الحميد بن باديس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجنوب التعليمي :: الفئة الثالثة :: المنتدى التاريخي :: قسم التاريخ العام-
انتقل الى: