اتهمت مصادر مطلعة من الوسط التربوي في عنابة، بعض الأساتذة بتقاضي مبالغ مالية من التلاميذ مقابل دروس الدعم التي أقرتها وزارة التربية الوطنية مجانا في المؤسسات التربوية، وذلك في أكثر من مؤسسة.قالت مصادرنا إن هذه الممارسات غير القانونية تجري بعيدا عن أعين مسؤولي القطاع، لا سيما في البلديات والمناطق النائية، على غرار ما تم رصده في متوسطة في بلدية عين الباردة بعنابة، أين تحدثت المصادر عن تقاضي أساتذة مبالغ مالية تتراوح ما بين 800 و1000 دج للحصة الواحدة، في المواد العلمية وفي اللغات الأجنبية، داعين الوزارة الوصية إلى التحقيق في الأمر.
وقد سعت "الشروق اليومي" إلى التحري عن مدى صحة هذه الادعاءات لدى الجهات المسؤولة، حيث نفى مدير متوسطة بوكموزة، السيد "ض. ناصر"، هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، مؤكدا بأنه تلقى طلبات رسمية من أساتذة في الرياضيات واللغة العربية والإنجليزية لإجراء حصص دعم مساء يوم الثلاثاء فقط، نافيا ورود شكاوى في هذا الصدد، داعيا الأولياء إلى التحلي بالوعي وامتلاك الجرأة للتبليغ عن هذه الحالات إن وجدت، معتبرا صمتهم، تواطؤا لا يغتفر.
من جهته، أكد السيد عبد الحفيظ لقريعي، الأمين العام، المكلف بالاتصال في مديرية التربية بعنابة، في تصريح لـ "الشروق اليومي"، أن مصالحه لم تتلق شكاوى هذه السنة، مع أنها تلقت إخطارا من العدالة، السنة الماضية، بالتحقيق في أمر مشابه استنادا إلى رسالة مجهولة، مؤكدا بأن دروس الدعم ليست إجبارية، وأن هناك مناشير وتعليمات صدرت في ديسمبر 2014 حيّنت عملية تنظيمها، إذ يفترض موافقة الأولياء وتوقيعهم على استمارة خاصة ليكونوا على علم بالساعات الإضافية التي سيدرسها أبناؤهم، خاصة المقبلين منهم على امتحانات نهاية الطور. والدروس يفترض أن تكون مسائية وحتى يوم الجمعة.
كما أن الأساتذة يتقاضون أجرا على ذلك من الدولة، والمنشور حدّد مصادر تمويلها، داعيا الأولياء إلى التحلي بالوعي والشجاعة الكافية لفضح هذه الممارسات إن تعرض لها أبناؤهم.
مقابل هذا النفي، يصر عديد الأولياء أن بعض الأساتذة يقدمون على تقاضي أموال مقابل ساعات الدعم المجانية التي أقرتها الوزارة في المؤسسات التربوية مساء الثلاثاء والسبت والجمعة لرفع المستوى، وقطع الطريق أمام الدروس الخصوصية التي أثقلت كاهل الأولياء محدودي الدخل. كما لم تخف بعض الأمهات تعرض أبنائهن لما يشبه "الابتزاز"، إذ يرتفع مؤشر العلامات أو ينخفض تبعا لمعدل حضور هذه الدروس. مع العلم أن بورصة الأسعار لا تتوقف عن الارتفاع، فتبلغ أسعار المراجعة الشاملة للمواد الأساسية في الامتحانات 5000 دج، أما في الأيام العادية فتتراوح ما بين 2500 و3000 دج للمادة الواحدة شهريا.
جدير بالذكر أن تقارير مديريات التربية عبر الوطن حول الفصل الأول، كشفت عن نفور جماعي لطلبة البكالوريا من هذه الدروس، مع العلم أن أساتذة الدروس الخصوصية "اللامعين" هم أساتذة المدارس النظامية المغضوب عليها.
الشروق اليومي
الرئيسية
