منتدى الجنوب التعليمي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.أخي أختي يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك في منتدى الجنوب التعليمي للجزائريين والعرب.دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي 11
منتدى الجنوب التعليمي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.أخي أختي يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك في منتدى الجنوب التعليمي للجزائريين والعرب.دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي 11
منتدى الجنوب التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الجنوب التعليمي


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

إلا رسول الله

 

 دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39415
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي   دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Emptyالجمعة 30 سبتمبر 2011 - 19:39

-الدراسة الاجتماعية: التسمية والسكانالمغرب تعبير يدل على الجهة التي تغرب فيها الشمس، ثم أصبح يدل على المنطقة الواقعة غرب العاصمة لجهة
مغرب الشمس. وأول من استعمل هذا المعنى الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه؛ إذ خاطب الخوارج قبل معركة
النهروان بعد أن قتلوا رسوله إليهم الحارث بن مرّة«...أن ابعثوا إلي بقتلة إخواني فأقتلهم ثم أتارككم إلى أن أفرغ
من قتال أهل المغرب...».ثم تحدد بالمنطقة الواقعة غرب مصر من طرابلس شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا ومن البحر
المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.
يشتمل المغرب ثلاث مناطق طبيعية وهذا التقسيم يرجع إلى قرب وبعد المنطقة عن بلاد العرب والحجاز.
المنطقة الأولى عرفت بالمغرب الأدنى أو إفريقية، وهذه الأخيرة اختلف المؤرخون حول أصل تسميتها لكن
الذي غلب لدى المؤرخين المسلمين أنّها مستمدة من إفريقش بن قيس بن صيفي اليمني الحميري الذي جاء
واستقر على هذه الأرض. تمتد هذه المنطقة من برقة إلى نفوسة.
ويلي إفريقية المغرب الأوسط ويمتد من بجاية شرقا إلى وهران غربا، وأطلق ابن عذارى اسم بلاد الزاب على هذه
المنطقة وذكر أنّها تمتد من طرابلس شرقا إلى مدينة تيهرت غربا.
أما المنطقة الثالثة فهي المغرب الأقصى أبعد أجزاء المغرب عن الحجاز. يمتد المغرب الأقصى من البحر المتوسط
شمالا إلى جبال درن جنوبا، ومن وادي ملوية وممر تازا شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا حتى مدينة آسفي
وحسب الحقائق المتوفرة عن سكان شمال إفريقيا، فقد أطلق عليهم اسم بربر وهو يعني حسب المفهوم
اليوناني والمفهوم الروماني إنسان أجنبي لا يتكلم اللغة اليونانية ونفس الكلمة استعملها الرومان عندما تغلبوا على
اليونانيين حيث أطلقوا اسم البربر على جميع السكان الذين لا يتكلمون لغتهم ولا ينتمون إلى سلالتهم أو عرقهم.
وهو نفس التعبير الذي استخدمه ابن خلدون في كتابه العِبر حين تعرّض لفرق البربر وأنسابهم ومواطنهم،
ويذكر ابن خلدون أنّ سبب تسميتهم بربر بنسب إلى أفريقش بن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة الذي غزا
المغرب وإفريقية وبنى بها المدن والأمصار، وأنّ إفريقية سميّت باسمه، وأنّه سمع السكان الأصليين يتكلمون بأصوات
مختلفة فقال لهم أفريقش ما أكثر بربرتكم؛ أي كلامكم غير المفهوم،فسموا البربر
وقال الفيروزبادي صاحب القاموس المحيط أنّ البربرة كثرة الكلام والجلبة والصيّاح والفعل هو بَرْبَرَ.
نفهم من هذا أنّ مصطلح بربر ليس مفهوما اثنيا ولكنه مفهوم لغوي
رغم الخلاف حول أصل البربر ونسبهم والمكان الذي قدموا منه في الأصل، فإنّ معظم الباحثين متفقون بأنّهم
ينتمون إلى الجنس السّامي ومن أبناء مازيغ ابن كنعان، وقد أكّد هذه الحقيقة العلامة ابن خلدون الذي قال حول
هذا الموضوع ...والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم أنّهم من ولد كنعان بن حام بن نوح... وأنّ اسم
أبيهم مازيغ. ونفس الحقيقة أكدها وفد من سكان شمال إفريقيا حين صرّح أعضاؤه أمام الخليفة عمر بن الخطاب
بعد فتح مصر إذ اعتبروا أنفسهم أمازيغ ولم يقولوا أنّهم بربر. وكلمة مازيغ تعني الرجل الحر
كما أنّ البربر تربطهم صلة قرابة بالعرب وليسوا غرباء عنهم، ويؤكد معظم المؤرخين وعلى رأسهم ابن خلدون
أنّ البربر ينتمون إلى قيس بن عيلان بن مضر من جزيرة العرب وهناك أمثلة عديدة: فقبيلة لواته المغربية من حِمْيَرْ
(اليمن)، وهوّارة من كندة في قلب الجزيرة العربيةوزناتة من التبابعة أو من العمالقة وكلهم قبائل عربية.
ب-أخلاق البربر وطباعهم: في هذا السيّاق يجذبنا وصف ابن خلدون لهم وقد كان وصفا رائعا حيث جاء في
كتابه العِبَرْ قوله:... وأمّا تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما حُبِلوا عليه من الخلق الكريم،
من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأدمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في
الشدائد وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام والرحمة بالمسكين وبرِّ الكبير وتوقير أهل
العلم وحمل الكَلِّ وتهيئة الكسب للمعدوم وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباء الضيم
ومقارعة الخطوب وغلاب الملك...بالإضافة إلى البربر كان هناك أقليّات تعيش على أرض المغرب أهمّها على الإطلاق اليهود والرومان.
فبالنسبة لليهود، فتاريخ وجودهم بمنطقة الشمال الأفريقي يعود إلى عهد بختنصر ملك الأشوريين أي إلى سنة 586ق.م
وكانوا يعتبرون جالية مستقلة لأنّهم تجنبوا دوما الاختلاط مع السكان واهتموا فقط بخدمة مصالحهم الاقتصادية.
أمّا الرومان فقد سيطروا على معظم الشريط الساحلي لشمال إفريقيا وذلك ابتداءً من سنة 576م وعملوا على
نشر عقيدة المسيحية بين السكان وإيصال الحضارة لهم وآثارهم التي ما زالت قابعة في معظم مناطق الشمال
الأفريقي برهان على ذلك، لكن تأثيرهم لم ينفذ إلى قلب الشمال الأفريقي ونقصد به منطقة الصحراء الكبرى،
فلما دخل الفاتحون العرب إلى هذه المناطق وجدوا سكان تلك المناطق متمسكين بثقافتهم وعاداتهم القبلية.
ج-الدين: كان سكان الشمال الأفريقي من قديم الزمان يدينون بالمجوسية وكانوا أحيانا يدينون بدين من
غلب عليهم من الأمم، أمثال البيزنطيين الذين نجحوا في تمسيح أعداد هائلة من السّكان.ومن أشهر الديانات
للبربر دين وثني جاءوا به من المشرق وكانوا يعتقدون بوجود إله يدير هذا الكون، ولكن لا ذات له ترى وإنّما
تجلى لهم في المظاهر التي تروعهم بقوتها وبجمالها أو بغرابتها فلذلك يعبدون تلك المظاهر وهذا الإله الذي
يعتقدون أنّه مصدر حياة الكون اسمه أمون ومظاهره هي الكبش الأقرن القوّي وبعض الحيوانات الأخرى
مثل الطاووس، وكانوا يعتقدون أنّ قتل هذه الحيوانات أو ضربها يلحق بهم عاهات كبيرة كالجنون والشلل،إلخ
2-الدراسة الاقتصادية: كان النشاط الاقتصادي لسكان شمال إفريقيا هو الزراعة في المقام الأول، نظرا لوفرة الزرع
وتنوعه فكان معظم البربر فلاحين وكانت أرضهم هي مورد رزقهم الأساسي، لكن أوضاعهم تغيرت مع مجيء
الرومان؛ حيث قام هؤلاء بالاستيلاء على الأراضي الخصبة التي يملكها ملوك البربر أو الشعب وقد كانت سياسة
الرومان واضحة في هذا الشأن إذ تأخذ الدولة المساحات التي تحتاجها ثم تقوم بتوزيع جزء من أراضي البربر
على السكان الذين ينتمون إلى روما وإلى قدماء الجنود الرومانيين، وما تبقى يحتفظ به السكان الأصليين
ولكن مع دفع الضرائب ( ضريبة على الفرد، ضريبة على المبادلات التجارية، ضريبة لتغطية تكاليف رجال الأمن )
وهناك موظفون مكلفون بجمع هذه الضرائب وهم من البربر ويعرفون ب: العشّارين
وننوّه هنا إلى حقيقة لا بّد من إبرازها، وهي أنّ منطقة الشمال الإفريقي عرفت انتعاشا اقتصاديا في
أواخر الحكم البيزنطي بالمنطقة، وهذا بفضل الإمبراطور جريجوريس الذي حكم سنة 641م وقد نجح في
جلب تأييد سكان شمال إفريقيا ومنهم سكان برقة وطرابلس.
أمّا بخصوص اليهود، فنشاطهم لم يختلف منذ ظهورهم على سطح هذه الأرض، فقد اعتمدوا على التجارة
والمعاملات الاقتصادية من قروض ورهون ، إلى جانب بعض الصناعات كالخياطة والصياغة وهذه الأخيرة كان
لها الحظ الأوفر نظرا لتوفر معدن الذهب بشمال إفريقيا وبالخصوص في منطقة المغرب الأدنى ( قرطاجنة) والمغرب الأقصى.
3-الأوضاع السياسية قبيل الفتح الإسلامي: (602-647م/25هـ
كانت منطقة ساحل إفريقية الشمالي خاضعة لنفوذ الروم، وعاصمتهم وقتذاك قرطاجنة وكانت تحكمها
حاميات رومانية يرأسها حاكم عام يعينه الإمبراطور. وفي السنوات القليلة التي سبقت الفتح الإسلامي عيّن
الإمبراطور موريس البطريق هرقل القائد الأعلى على المغرب سنة 600م، هذا الأخير الذي أعلن معارضته للإمبراطور
الجديد فوكاس الذي اعتلى العرش سنة 602م خلفا للمغدور به موريس، وبرز ذلك بوضوح عندما أراد أن يفصل
منطقة إفريقية من الإمبراطورية، وقد نجح في جمع وكسب تأييد سكان القسطنطينية وكل روما ضد ذلك الإمبراطور الغاشم.
إلى جانب ذلك ساعده موقف سكان شمال إفريقيا من البربر الذين أيّدوه نظرا لحكمه العادل مقارنة مع باقي
الحكام السابقين، إلاّ أنّ هرقل كان طاعنا في السِّن فاقترح ابنه هرقل الشاب ورفعه إلى مرتبة الإمبراطور، فأعدّ
جيشا من البربر بقيادة ميسيتاس ابن أخيه الذي تمّكن من الاستيلاء على الإسكندرية فيما بين سنتي(608-609م)،
في الوقت الذي كان فيه هرقل الصغير يقود أحد الأساطيل الحربية بقصد الاستيلاء على القسطنطينية والإطاحة
بحكم الإمبراطور فوكاس.
نفهم من ذلك، أنّ منطقة شمال إفريقية كانت قاعدة ومنطلق لحركات المعارضة للحكم الروماني في
القسطنطينية في أواخر حكمها قبل الفتح الإسلامي، وأنّه كان للبربر دور بارز في تلك الحركات، وبالفعل فقد
نجح هرقل الإمبراطور الجديد من القضاء على فوكاس سنة 610م وأصبح إمبراطورا على الدولة البيزنطية
وأصبحت إفريقية مركزا لاهتمامه ومحط آمال الإمبراطورية في أشد فترات حياتها، فعندما احتل الفرس
أرمينيا وحاصروا الإسكندرية بقصد منع تزويد القسطنطينية بالرجال والمؤن تولت إفريقية أمر هذه المؤن
وكانت تزود القسطنطينية بالجنود والأساطيل.
وعلى عكس الفترات السابقة من الحكم الروماني في شمال إفريقيا الذي كان يتميز بالشدة والعنف،
من تمييز عنصري وسفك للدماء وفرض للضرائب الباهضة على السكان والاستحواذ على الأراضي الشاسعة الخصبة.
إلاّ أنّ إفريقية شهدت في أيّام الإمبراطور هرقل عصرا من السلام لم تشهده من قبل، وتمتع البربر وهم الأكثرية
في المنطقة بالكثير من الحرية والاطمئنان، وفي خلال هذه الفترة انتشرت حركة التبشير المسيحي ودخل العديد
من السكان البربر في المسيحية وصار ممثلوها من القساوسة والرهبان هم الحكام الفعليين في المنطقة وأصبح البابا
القطب الذي يتوجه إليه السكان يطلبون حمايته من مظالم الإدارة البيزنطية وقد ازداد نفوذه في البلاد وصار
يتدخل في الشؤون الإدارية. وقد صار البطريك جريجوريوس( جرجير) حاكما عاما على إفريقية وأعلن عن رغبته
عن فصل إقليمي برقة وطرابلس عن الإمبراطورية البيزنطية وقد أيّده سكانها من البربر خاصة بعد ظهور
مذهب المونوثيلية SMonothélisme الذي أوجده بطريك القسطنطينية سيرجيوس ويقرّ هذا المذهب أنّ
المسيح جاء بصفة إله وليس كما يقر معظم الكاثوليك أنّه أظهر كل من طبيعتيه بإرادة واحدة إلهية وبشرية في آن واحد.
فسرجيوس ينكر صفة البشرية في المسيح عيسى عليه السلام، ومما زاد في تأزم الأوضاع أنّ الإمبراطور هرقل أيّد هذا
المذهب،هذا ما أثار غضب واستنكار قساوسة إفريقية وعلى رأسهم جريجويوس الذي أعلن سنة 646م استقلاله
عن الإمبراطورية البييزنطية وتلقب بموافقة الشعب المغربي –إمبراطورا- ولقد ضرب جريجوريوس العملات باسمه
وجعل قرطاجنة عاصمة حكمه، غير أنّه عندما بدأت حملات المسلمين تصل إلى إفريقية وخصوصا بعد سقوط حكم
الرومان بمصر؛ قرّر جريجوريوس نقل عاصمته إلى سبيطلة في وسط إفريقية.
هذا فيما يخص منطقة ساحل إفريقية، أمّا فيما عاداها من الصحاري والمزارع وإلى غاية الجنوب في
منطقة السوس الأدنى (السودان) والسوس الأقصى(مراكش)، فالحكم كان بيد البربر الذين يقول عنهم ابن خلدون
في كتابه العبر: كان للبربر في الضواحي ولراء ملك الأمصار الرومية مالا يحد من قوّة وعدة وعدد وملوك
ورؤساء... وأمراؤها لا يرامون بذل ولا ينالهم الروم والإفرنج في ضواحيهم تلك بمسخطة الإساءة
ويصفهم ابن خلدون بأنّهم كانوا في دور البداوة عند الفتح العربي الإسلامي، وكانوا لا تجمعهم أمة بل
يعيشون في حياة قبلية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39415
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي   دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Emptyالجمعة 30 سبتمبر 2011 - 19:42

الفتح الإسلامي لبلاد المغرب
تفيد
المصادر الإسلامية بأن الفتح الإسلامي لبلاد المغرب قد استغرق مدة طويلة
تكاد تقرب من السبعين عاما، وهذا يرجع لعدة عوامل أهمها: صعوبة البلاد من
الناحية الجغرافية اشتداد حركة المقاومة البربرية، تدخل بعض العناصر
الأجنبية كالروم (البيزنطيين) في الحرب ضد المسلمين الفاتحين

ويتضح من
المصادر التاريخية الإسلامية والمسيحية (البيزنطية) أن الفتوحات الإسلامية
التي قام بها الأمويون في بلاد المغرب كان هدفها الرئيسي هو غزو صقلية
وجنوب إيطاليا أو بمعنى آخر غزو الإمبراطورية البيزنطية من ناحية الغرب
إلى جانب الحملات الإسلامية التي توجه إليها من ناحية الشام وأسيا الصغرى
من جهة الشرق، وبذلك يتم للمسلمين تطويق العاصمة القسطنطينية من جهة الشرق
والغرب مما يساعد على فتحها وإخضاعها للمسلمين.

وإذا تتبعنا
أدوار أو مراحل الفتح العربي الإسلامي للمغرب نجده قد مرّ بمرحلتين
رئيستين هما: أولا: مرحلة الاستكشافات ( الإرهاصات) وثانيا: مرحلة الفتح
المنظم.

أولا: مرحلة الإرهاصات (21-49هـ):
1-جهود عمرو بن العاص:
بدأ المسلمون في فتح بلاد المغرب منذ سنة 21هـ//642م في ولاية عمرو بن العاص على مصر وذلك لتأمين حدود مصر الغربية من خطر الر وم(أو
البيزنطيين) الذين كانوا يحكمون المغرب الأدنى (إفريقية)، إذ كان يخشى أن
يحاولوا استعادة مصر من يد المسلمين من هذا الطريق الغربي

فعقب انتهاء
القائد الإسلامي عمرو بن العاص من فتح مصر بدأ يتجه وأسرع إلى المغرب
بإرسال عقبة بن نافع الفهري على رأس حملة استطلاعية إلى إقليم برقة ويبدو
أن عمرو بن العاص اطمأن إلى تقرير عقبة عن منطقة برقة الذي أوضح فيه سهولة
فتحها بإرسال جيوشه إليها، وسار عمرو بن العاص على رأس الجيش متجها نحو
الغرب حتى وصل إلى برقة التي كان يسكنها قبيلة لواته البربرية (من البربر
البتر)، والتي أسرعت إلى تقديم فروض الطاعة والولاء للجيش الإسلامي
وصالحهم عمرو على نظير جزية يؤدونها إليه وهي دينار عن كل بالغ، وهكذا ضمن
عمرو بن العاص بمعاهدته مع قبيلة لواته أن يكسبهم إلى جانب المسلمين ونجح
في إدخال بعضهم في الإسلام، وبعد ذلك اتجه عمرو بن العاص إلى إقليم طرابلس
وفتحه وفي نفس الوقت تمكن أحد قواده وهو بسر بن أرطأة من فتح ودّان ، كما
قام عقبة بفتح منطقة فزّان وذلك سنة 23هـ644 م

وبيّنت
الرواية الإسلامية أنّ عمرو بن العاص أراد بعد فتح طرابلس أن يواصل
فتوحاته ويغزو ما وراءها من بلاد إفريقية ( التابعة للبيزنطيين) وأنّه
أرسل يستأذن الخليفة عمر بن الخطاب في ذلك ولكن الخليفة رفض أن يجيبه على
طلبه ومنعه من تنفيذه، وذلك لأنّ الخليفة عمر كان يخشى على جيوش المسلمين
من الانتشار والتبعثر في تلك المناطق الشاسعة المترامية الأطراف كما أنّ
نفوذ المسلمين لم يكن قد توّطد بعد في البلاد التي فتحوها واستقروا فيها
حديثا مثل بلاد الشام والعراق ومصر، مما يدل على سلامة تفكير الخليفة عمر
بن الخطاب كقائد إسلامي بعيد النظر وسديد الرأي.

2- حملة عبد الله بن سعد بن أبي سرح
بعد مقتل عمر بن الخطّاب سنة 23هـ /644م توّلى
عثمان بن عفّان الخلافة فأمر بعزل عمرو بن العاص من ولاية مصر وأسندها إلى
عبد الله بن أبي سرح. وقرر الخليفة عثمان مواصلة الحملات الإسلامية لفتح
بلاد المغرب. انتقل عبد الله بن سعد على رأس حملة قوّية سنة 27هـ
/ /648م وعبر
به منطقة طرابلس وواصل زحفه نحو إفريقية ( المغرب الأدنى) التي كانت تحت
حكم بطريق الروم ( البيزنطيين) ويسّمى جريجوريوس ويعرف بجرجير
يعرض عليه إمّا الإسلام وإمّا الجزية أو القتال، فرفض جريجوريوس الذي خرج من قرطاجنةلكن المسلم ين لحقوا به إلى
موضع يسّمى سبيطلة( جنوب غرب القيروان) وعسكروا هناك، وجددوا طلبهم إلى
جرجير فرفض مجددا فبدأت المناوشات بين المسلمين والبيزنطيين.

وكان جرجير
حاكم إفريقية يخشى أن يشتبك مع المسلمين في معركة حاسمة فيتعرض جيشه
للهزيمة خاصة وأنّ أنباء انتصارات المسلمين في العراق وفارس والشام ومصر
وبرقة قد وصلته، ولهذا فقد كان القتال بادئ الأمر عبارة عن مناوشات بسيطة
امتدت بضعة أيّام كان القتال أثنائها يستمر من الصباح حتّى الظهر، ويبدو
أنّ جيش الروم كان متفوقا على جيش المسلمين من الناحية العددية مما دفع
أحد قادة المسلمين وهو عبد الله بن الزبير بن العوّام إلى التفكير في
طريقة تحقق النصر للمسلمين، فأتفق مع ابن سعد على أن يباغت ابن الزبير
الروم بالهجوم بعد انتهاء القتال اليومي عندما يكون التعب قد أحّل بالروم،
وقد نجحت تلك الخطة وتمكّن ابن الزبير وأصحابه من اختراق معسكر الروم
،واستطاع أن يصل بسهولة إلى مخيّم البطريق جرجير وقتله مما أدّى إلى
ارتباك جيش الروم وهزيمته عقب مقتل قائده وذلك سنة 28هـ649م ، وتعرف تلك
الموقعة بموقعة سبيـطلة

ومن نتائج
تلك الموقعة تمّكن ابن سعد من الاستيلاء على حصن سبيطلة بعد حصاره عدة
أيّام. ولمّا رأى البيزنطيون وحكام المدن في إفريقية انتصارات المسلمين
طلبوا من ابن سعد أن يرحل عنها مقابل جزية سنوية يدفعونها للمسلمين ووافق
ابن سعد على ذلك خاصة أن أهل النوبة بدا خطرهم يزداد على مصر من الناحية
الجنوبية واستعد للعودة إلى مصر دون أن يستغل انتصاره في موقعة سيبطلة
ويتخذ قاعدة للمسلمين في إفريقية (المغرب الأدنى) ومع ذلك فإنّ حملة عبد
الله بن سعد كانت تجربة مفيدة للمسلمين إذ أوضحت لهم أحوال تلك البلاد
ومدى أهميتها بالنسبة لهم

3-حملة معاوية بن حديج على إفريقية سنة45هـ:
توقفت الفتوحات الإسلامية في إفريقية عدّة سنوات بسبب فتنة مقتل الخليفةعثمان
بن عفّان ثم الصراع بين علي ومعاوية بن أبي سفيان حول الخلافة، ولم تتجدد
الفتوحات مرّة أخرى إلاّ بعد استقرار الأمر لمعاوية سنة 41هـ
/662م الذي يسّمى بعام الجماعة.

وعلى أيّة
حال بعد أن توّلى معاوية بن أبي سفيان الخلافة الأموية قرر إعادة فتح
إفريقية ومواصلة حركة الفتوحات الإسلامية في بلاد المغرب، وعهد بتلك
المهمة إلى قائده معاوية بن حديج سنة 45هـ666م ، وتقدم ابن حديج بجيوشه
واتّخذ من موضع يسّمى قمونية ( جنوب قرطاجنة) معسكرا ثابتا له، ومن هناك
أخذ يوّجه السرايا إلى مراكز البيزنطيين بإفريقية، ومنها تلك السرية التي
قادها عبد الله بن الزبير إلى المدن الساحلية واستولى فيها على قابس
وبنزرت وسوسة وفي هذا الميناء الأخير (سوسة) كان الأسطول البيزنطي قد أنزل
جيشا بقيادة بطريق يدعى نقفور لمهاجمة المسلمين، فقام ابن الزبير
بمهاجمتهم بمن معه فتراجع الروم مهزومين إلى سفنهم ، وسرية أخرى أرسلها
ابن حديج بقيادة الأمير الأموي عبد الملك بن مروان إلى حصن جلولاء-وهو من
الحصون البيزنطية الهامة- فحاصره عبد الملك واستولى عليه بعد قتال عنيف

استقر معاوية
بن حديج في جبل القرن، وجعله مقرا له مدّة ثلاثة سنوات، فبنى بناحية القرن
مساكن سمّاها قيروان واحتفر بها آبار تسّمى آبار حديج .ويعتبر معاوية بن
حديج أوّل من فكّر في إقامة حاميات ومناطق دائمة للمسلمين بإفريقية وهذا
طبعا بعد داهية العرب عمرو بن العاص وما شيّده في مصر (الفسطاط) وبعد
معاوية بن حديج أخذت الفتوحات تأخذ منحى أخر أكثر تنظيما.

ولم يلبث أن
أمر الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعزل ابن حديج عن ولاية إفريقية وول
عليها القائد التابعي المشهور عقبة بن نافع الفهري، وبتوليته تبدأ مرحلة
الفتح النظم لبلاد المغرب.



المرحلة الثانية:مرحلة التنظيم(50-89هـ)/(671-708م)
عصر الولاة بالمغرب:


الفترة الأولى: (50-64هـ):


حملة عقبة بن نافع وولايته الأولى على إفريقية (46-50هـ)/(667-671م)

بناء القيروان في
سنة 46هـ/667م سار عقبة بن نافع الفهري –من قبل معاوية بن حديج- بجيش كبير
وفتح فزّان وما ورائها من تخوم السودان الغربي، فدخلت جميع (لوبيا- ليبيا)
في طاعة العرب، بعدئذ تقدّم عقبة إلى إفريقية (القطر التونسي) وفتح قفصة
وقسطيلية

وأراد عقبة
أن يتخذ قيروان معسكرا أو مركزا عسكريا دائما، ذلك لأنّ الفتوح الأولى لم
تثبت فقد كان أهل إفريقية يطيعون إذا غزا العرب البلاد، فإذا عادوا عنها
عاد أهلها إلى المعصية ونقضوا الصلح، ويحسن أن نلاحظ هنا أنّ الروم
والفرنجة كانوا قد أجْلوا البربر عن الشواطئ وسكنوها هم. فالذين كانوا
يقاومون العرب لم يكونوا البربر أهل البلاد الأصليين بل الروم والفرنجة
وجماعة قليلة من البربر يساندونهم

بنى عقبة بن
نافع معسكر القيروان وهو مدينة القيروان اليوم في القطر التونسي وكانت
القيروان على شيء من الخصب تصلح مرعى للإبل كما كان موضعها بادية يشبه ما
كان العرب قد ألفوه في الجزيرة العربية، بالإضافة إلى بعدها عن البحر الذي
يسيطر عليه الروم والفرنجة بفضل أسطولهم القوّي، كما أنّها كانت طريقا
للقوافل التجارية.

أسس عقبة بن
نافع معسكر القيروان سنة 50هـ /671م ، وأقام بها مسجدا، ومع مرور الأيّام
بدأ الناس يتوافدون على هذا المعسكر الذي صار في وقت وجيز مدينة عظيمة
وعاصمة شهيرة ومركزا من مراكز العلم والحضارة في العالم الإسلامي.

ولاية عقبة الأولى على إفريقية: (50-55هـ) (671-675م)في
سنة 50هـ /671م ، فصل معاوية بن أبي سفيان ولاية إفريقية عن ولاية مصر،
فأقرّ ابن حديج على مصر وولّى على إفريقية عقبة بن نافع. وبعد ذلك عزل
معاوية بن أبي سفيان ابن حديج عن مصر وأقرّ مسلمة بن مخلد على الغرب كلّه
من التخوم الغربية لمصر إلى طنجة وهو أوّل وال جمع له المغرب، هذا الأخير
الذي عزل عقبة عن إفريقية ووّلى مكانه أبا المهاجر دينار مولى بني مخزوم
سنة 55هـ/675م

ولاية أبو المهاجر دينار: (55-62هـ) /(675-682م)
لم تستمر ولاية عقبة بن نافع على إفريقية سوى خمسة أعوام فعقب إتمامه بناء القيروان أمر الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعزله سنة 55 هـ /675م نتيجة
لوشايات مسلمة بن مخلد والي مصر الذي كان يحسد عقبة على انتصاراته وأعماله
العظيمة في إفريقية وربما نتيجة لسياسة العنف والشدة التي اتبعها عقبة في
بلاد المغرب نحو سكانها من البربر.

وعلى أيّة
حال توّلى مكان عقبة قائد كفء لا يقل خبرة وهو أبو المهاجر دينار الذي
امتدت ولايته على إفريقية نحو سبع سنوات وهذا الوالي الجديد لا نجد
معلومات عنه في المصادر الإسلامية بما يتناسب مع الأعمال الجليلة التي قام
بها في بلاد المغرب فالمؤرخون أسهبوا في الحديث عن ولاية عقبة وعن أعماله
بينما أغفلوا الإشارة إلى دور أبي المهاجر دينار رغم أن إسهاماته لا تقل
أهمية عما قام به عقبة وبما مرّد ذلك أنّ ولاية أبو المهاجر وقعت بين
ولايتي عقبة الأولى والثانية، مما كان له تأثيره على مرور المؤرخين عليها
مرورا سريعا.

ولقد عرف أبو
المهاجر دينار بالدهاء واللين وحسن السياسة، فأستمال إليه البربر البرانس
ليضمن انضمامهم إلى المسلمين، واستطاع أبو المهاجر بفضل سياسة اللين أن
يضم إليه زعيم البربر البرانس ويدعى كسيلة (من قبيلة أوربة) وكان نصرانيا
فأعتنق الإسلام كما أسلم عدد كبير من قومه وكان كسيلة وقومه قبل إسلامهم
حلفاء للبيزنطيين.

ولقد تمكّن أبو المهاجر بفضل مؤازرة كسيلة أن يستولي على جنوب إقليم قرطاجنه ويجتاح المغرب الأوسط ويحتل مدنه الساحلية حتى تلمسان
2-ولاية عقبة بن نافع الثانية: (62 -64هـ)(682-684م)
بعد
وفاة معاوية بن أبي سفيان سنة 60هـ/680م وتولي ابنه يزيد الخلافة أمر بعزل
أبو المهاجر دينار عن إفريقية وتولي عقبة عليها للمرّة الثانية وذلك لأنّ
الخليفة يزيد علم جيدا فضل عقبة وحماسه لنشر الإسلام. وعندما وصل عقبة إلى
إفريقية قام بتعمير مدينة القيروان ثم قرر القيام بالغزو فترك بالقيروان
حامية صغيرة من المسلمين واستخلف بها زهير بن قيس، وخرج عقبة على رأس
الجيش في حملته الكبرى التي وصل فيها حتّى شواطئ المحيط الأطلسي وكان معه
أعداد من البربر البرانس على رأسهم زعيمهم كسيلة، وقد تمكّن عقبة خلال تلك
الحملة من بسط نفوذ المسلمين على قرطاجنة وحصن المنستير، كما انتصر على
الروم والبربر وقضى على كل مقاومة لهم في المغرب الأوسط، غير أنّ عقبة
أساء معاملة كسيلة زعيم البربر وأهانه مما أدّى إلى فراره هو وأصحابه من
جيش المسلمين وقرر الانتقام.

بعد ذلك واصل
عقبة الزحف نحو الغرب قاصدا المغرب الأقصى ودخله عام 62هـ /682م ويعتبر
عقبة بن نافع أوّل مسلم وطأت قدمه تلك الأرض، وواصل زحفه حتّى
المحيط الأطلسي وتذكر الرواية أنّه أدخل قوائم فرسه في مياه المحيط ثم رفع يديه إلى السماء وقال عبارته الشهيرة:اللهم اشهد أنّي قد بلغت المجهود ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك حتّى لا يعبد أحد سواك

وبعدها أسرع
عقبة بالعودة متجها إلى المغرب الأوسط، حيث ترك معظم جيشه يعود إلى مدينة
القيروان في حين اتجه هو على رأس فرقة صغيرة نحو الجنوب حيث مدينة تهّودة
ليستولي عليها ويجعل منها قاعدة حربية أخرى للمسلمين في المغرب الأوسط،
وهناك عاد كسيلة للظهور مجددا في جيش ضخم من البربر والروم، ودارت معركة
عند تهودة سنة64 هـ/684م آثر فيها أبو المهاجر البقاء رفقة عقبة نافع
واستشهدا معا، فلما علم نائبه بالقيروان زهير بن قيس البلوي باستشهاده قرر
الانسحاب وأتجه إلى برقة وبذلك تمكّن كسيلة من الاستيلاء على القيروان دون
صعوبة سنة 64هـ/684م

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39415
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي   دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Emptyالجمعة 30 سبتمبر 2011 - 19:43


الفترة الثانية: (69-90هـ)/(689-709م)
-ولاية زهير بن قيس البلوي سنة 69هـ/689م
في سنة
69هـ/689م ولّي زهير بن قيس البلوي على المغرب وأمّده عبد الملك بن مروان
بجيش كبير، سار زهير إلى القيروان وقاتل كسيلة ومن معه فهزمهم وسقط كسيلة
نفسه قتيلا ولكن الروم والفرنجة عادوا بنجدات كثيرة وقاتلوا العرب فأستشهد
زهير وكثير ممن كانوا معه في نفس السنة

2-ولاية حسّان بن النعمان: (73-85هـ)/(693-704م)
بعد أن تغلب
عبد الملك بن مروان على ابن الزبير (مشكلة الخلافة) سنة (73هـ-693م)، وّجه
إلى المغرب اهتماما صحيحا فوّلى عليه حسّان بن النعمان، فتغلب حسّان على
الروم وبسط نفوذه على البلاد كلها من برقة إلى أطراف المغرب الأقصى وكان
البربر قد وّلوا على أنفسهم بعد مقتل كسيلة امرأة كاهنة تسّمى داهية بنت
ماتيه بن تيغان ملكة جبل الأوراس، وقد سأل حسّان جماعة مسلمي البربر
فذكروا له أنّ جميع من بإفريقية منها خائفون، وجميع البربر مطيعون فإن
قتلتها دان لك المغرب كله، ولم يبق لك مضاد ولا معاند. ولم يتردد حسّان في
السير نحو جنود الكاهنة، لكنه واجه مقاومة من نوع آخر، فالكاهنة اتبعت خطة
وحشية تقضي بتحطيم كل ما تخلفه ورائها، من حرق للزروع وتهديم للبيوت وردم
للآبار، أو ما عرف في عصرنا بسياسة الأرض المحروقة. لكن التدمير أضر
بالكاهنة ضررا بالغا فقد انفض عنها معظم أنصارها من النصارى والأفارقة
واتصل عدد كبير منهم بحسّان يستنجدون به من الكاهنة وكان البيزنطيون بعد
سقوط قرطاجنة في أيدي المسلمين، ينتظرون فرصة مواتية يستردون بها المدينة؛
فانتهز الإمبراطور ليونتيوس فرصة انتصار الكاهنة على العرب وأعدّ حملة
بحرية بقيادة البطريق يوحنا، أغارت على قرطاجنة في سنة 78هـ/698م وقتل
البيزنطيون من بها من المسلمين وسلبوا ونهبوا ما وصلت إليه أيديهم.

وكانت
الكاهنة قد أسرت بعد انتصارها على المسلمين في وادي مسكيانة نحو 80 رجلا
من أشراف العرب، أفرجت عنهم بعد انسحاب حسان من إفريقية واستثنت منهم رجلا
واحدا هو خالد بن يزيد العبسي، أعجبت بشجاعته ووسامته فرغبت أن تتبنّاه
وكان لها ولدان أحدهما بربري والآخر يوناني، وصار خالدا واحدا من أبنائها.

حملة حسّان الثانية
بقي حسّان
ببرقة ينتظر المساعدات من الخليفة عبد الملك، وكان أثنائها على اتصال
متواصل وسرا مع خالد بن يزيد؛ هذا الأخير الذي كان يعلمه بمستجدات الأحداث
داخل جماعة الكاهنة وبقي حسّان زهاء 3 سنوات في برقة حتّى عام 80هـ/700م،
عندما قضى الخليفة على الفتن في المشرق، وأمدّه بجيش قوامه40000 مقاتل.
ولا شك أن ضخامة هذا الجيش كان نتيجة انضمام البربر إلى العرب في محاربة
الكاهنة التي ما علمت بقرب جيش المسلمين حتّى رحلت من جبل الأوراس بعد أن
أوصت خالد بن يزيد بأن يصحب ولديها ويستأمن لها عند حسّان فأمّنهما، أمّا
هي فقررت أن تقاتل حتى الموت وزحف حسّان بكامل قواّته لمقاتلة الكاهنة،
فلما وصل إلى قريبا من قابس لقيته الكاهنة تريد قلعة تتحصن بها فأصبحت
القلعة لاصقة بالأرض، فهربت قاصدة جبل الأوراس ومعها صنم كبير تحمله بين
يديها على جمل فتبعها حسّان حتى قرب من موضعها وبقي يطاردها حتى التقى
بجيشها في سنة82 هـ/702م عند بئر الكاهنة فهزمها هزيمة شنعاء وسحق جيشها
وقتلها، وبذلك قضى حسّان على كل أثر للمقاومة في المغرب الأدنى واستقامت
له البلاد، ثم عاد لمحاربة الروم الذين غزوا قرطاجنة واسترد المدينة، ولكن
كان يخشى أن يفاجئه الروم من البحر مرّة ثانية؛ فرأى أن يقيم تجاه قرطاجنة
مدينة عربية إسلامية تقع على البحر وتشرف على مدخل قرطاجنة، فبنى تونس على
بعد نحو 12 ميلا شرقي قرطاجنة، فحوّلها حسّان من قرية إلى قاعدة بحرية
تقلع منها الأساطيل وأنشأ بها دارا لصناعة الأسطول وأخرق إليها البحر
وحفره إليها وبذلك أصبحت ميناء بحريا هاما، وشيّد بها دارا للإمارة وثكنات
للجند وبنى مسجدا هو اليوم جامع الزيتونة، كذلك أمر حسّان بتجديد المسجد
الجامع بالقيروان فبناه حسّان وذلك سنة84 هـ/703م.

اعتنى حسّان
بتنظيم إفريقية إداريا فدّون الدواوين ونظم الخراج وكتبه إلى عجم إفريقية
وعلى من أقام معهم دين النصرانية ثم بعث عماله إلى سائر بلاد المغرب وعمل
على نشر الدين الإسلامي بين البربر ونشر اللغة العربية ونجح في حشد أعداد
هائلة من السّكان رحبت بالإسلام وصار البربر جزءا من جيش المسلمين. وفي
سنة 85هـ/704م عزل حسّان من طرف عبد العزيز بن مروان والي مصر.

3-ولاية موسى بن نصير واستكمال فتح المغرب: (85-96هـ)/(704-715)وّلي موسى بن نصير على إفريقية في أواخر سنة85هـ/704م وكان موسى بن نصيرعاملا لعبد الملك بن مروان على العراق.
بدأ موسى
بفتح قلعة زغوان وما يجاورها في أواخر سنة 85هـ/704م، وهي نفس منطقة جبلية
تقع بين القيروان وتونس وكان يسكن زغوان قوم من البربر يتزعمهم أمير يقال
له ورقطان، وكانوا يشكلون خطرا على القيروان؛ إذ كانوا يغيرون من وقت لآخر
على مقاطعات المسلمين فوّجه إليهم موسى بن نصير 500 فارس بقيادة عبد الملك
الخشيني فهزمهم وقتل أميرهم وافتتح قلعتهم فبلغ سبيهم يومئذ 10000 رأس
وكان أوّل سبي دخل القيروان في ولاية ابن نصير.

وكانت الخطوة
التالية في فتوحات موسى أن بعث قائده عيّاش بن أخيل إلى قبائل هوارة
وزناتة فأغار عليهم وقتل منهم جماعات كثيرة وبلغ سبيهم 5000 رأس وعقدوا
الصلح مع المسلمين رغما عنهم، أمّا كتامة فقد صالحت موسى بن نصير، وكان
موسى يبعث عيونه إلى القبائل ليتجسس عليها ويستقصي أحوالها ومنها قبيلة
صنهاجة التي وصلت أخبارها على الأمير تسّهل له فرصة غزوها وغزاها ب 4000
جندي وهزمهم.

ثم غزا موسى
في البحر آخر سنة 85هـ/704م الغزوة المعروفة بالأشراف وصل فيها إلى صقلية
وعاد بغنائم كثيرة في أوائل سنة 86هـ/705م، ولقد بلغه نبأ وفاة عبد العزيز
بن مروان سنة85 هـ/704م ووفاة أخيه عبد الملك في أوائل سنة 86هـ/705م؛
فبعث موسى ببيعته إلى الوليد بن عبد الملك، فكتب هذا الأخير إلى موسى يقرّ
له بولاية إفريقية والمغرب.

وفي سنة
86هـ/705م، كلّف موسى بن نصير عيّاش بن أخيل بالفتح ما وراء البحر وحلّ
عليه الشتاء وهو في البحر واستطاع أن يدخل سرقوسة (جنوب صقلية) كما فتح
عبد الله بن مرّة سردينيا في نفس السنة. وكان المغرب قد فتح معظمه ولم يبق
سوى المغرب الأقصى، فخرج موسى غازيا من إفريقية إلى طنجة؛ فوجد البربر قد
فرّوا إلى أقصى الغرب خوفا من بطش العرب بهم فتبعهم موسى على جيش مؤلف من
وجوه العرب ومن اتصف من البربر بالقوّة والجلد فقتل منهم بإقليم موريطانيا
عددا كبيرا وسبى منهم سبيا كثيرا وواصل زحفه حتى وصل إلى السوس الأقصى في
حدود سنة87 هـ/706م.

وأحدثت غزوات
موسى هزّة كبرى بين قبائل البربر، وسببت لهم الذعر والهلع فأخذوا يستأمنون
العرب على أنفسهم ويستسلمون لهم وتسابقوا في إعلان خضوعهم لهم والدخول في
طاعتهم واعتناق الإسلام. وعيّن موسى طارق بن زياد على طنجة ونواحيها وترك
معه 17 رجلا من العرب يعلمون البربر القرآن وشرائع الدين الإسلامي، فتم
إسلام أهل المغرب الأقصى على يد هؤلاء. ويعتبر موسى بن نصير أوّل من أقام
القضاء بالمغرب وبالتحديد في مدينة القيروان وتعذر على موسى سوى مدينة
سبتة لمناعتها ووصول الإمدادات إليها من البحر


مصادر ومراجع محور الفتح الإسلامي لبلاد المغرب:
1- ابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج3، دار بيروت للطباعة، ص ص 11-46.
2- ابن خلدون: العبر، ج2، ص129.
3- ابن عذارى المراكشي: البيان المغرب في أخبار المغرب،ج1، دار الثقافة، بيروت، ص ص5-6.
4- ابن عبد الحكم: فتوح إفريقية والأندلس، ص29.
5- السلاوي: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى،ج1، الدار البيضاء، دار الكتاب،1954، ص ص61-71.
6- عبد العزيز سالم، المغرب الكبير، دار النهضة، بيروت، ص ص30-31.7- ياقوت الحموي: معجم البلدان، دار صادر، بيروت،1984، ص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
أبو محمد
رئيس المنتدى
أبو محمد


البلد : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 6261
نقاط : 39415
تاريخ الميلاد : 06/04/1980
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
العمر : 44
الموقع : https://educsud.ahlamontada.com/portal.htm

دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي   دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Emptyالجمعة 30 سبتمبر 2011 - 19:46


الفترة الثانية: (69-90هـ)/(689-709م)
-ولاية زهير بن قيس البلوي سنة 69هـ/689م
في سنة
69هـ/689م ولّي زهير بن قيس البلوي على المغرب وأمّده عبد الملك بن مروان
بجيش كبير، سار زهير إلى القيروان وقاتل كسيلة ومن معه فهزمهم وسقط كسيلة
نفسه قتيلا ولكن الروم والفرنجة عادوا بنجدات كثيرة وقاتلوا العرب فأستشهد
زهير وكثير ممن كانوا معه في نفس السنة

2-ولاية حسّان بن النعمان: (73-85هـ)/(693-704م)
بعد أن تغلب
عبد الملك بن مروان على ابن الزبير (مشكلة الخلافة) سنة (73هـ-693م)، وّجه
إلى المغرب اهتماما صحيحا فوّلى عليه حسّان بن النعمان، فتغلب حسّان على
الروم وبسط نفوذه على البلاد كلها من برقة إلى أطراف المغرب الأقصى وكان
البربر قد وّلوا على أنفسهم بعد مقتل كسيلة امرأة كاهنة تسّمى داهية بنت
ماتيه بن تيغان ملكة جبل الأوراس، وقد سأل حسّان جماعة مسلمي البربر
فذكروا له أنّ جميع من بإفريقية منها خائفون، وجميع البربر مطيعون فإن
قتلتها دان لك المغرب كله، ولم يبق لك مضاد ولا معاند. ولم يتردد حسّان في
السير نحو جنود الكاهنة، لكنه واجه مقاومة من نوع آخر، فالكاهنة اتبعت خطة
وحشية تقضي بتحطيم كل ما تخلفه ورائها، من حرق للزروع وتهديم للبيوت وردم
للآبار، أو ما عرف في عصرنا بسياسة الأرض المحروقة. لكن التدمير أضر
بالكاهنة ضررا بالغا فقد انفض عنها معظم أنصارها من النصارى والأفارقة
واتصل عدد كبير منهم بحسّان يستنجدون به من الكاهنة وكان البيزنطيون بعد
سقوط قرطاجنة في أيدي المسلمين، ينتظرون فرصة مواتية يستردون بها المدينة؛
فانتهز الإمبراطور ليونتيوس فرصة انتصار الكاهنة على العرب وأعدّ حملة
بحرية بقيادة البطريق يوحنا، أغارت على قرطاجنة في سنة 78هـ/698م وقتل
البيزنطيون من بها من المسلمين وسلبوا ونهبوا ما وصلت إليه أيديهم.

وكانت
الكاهنة قد أسرت بعد انتصارها على المسلمين في وادي مسكيانة نحو 80 رجلا
من أشراف العرب، أفرجت عنهم بعد انسحاب حسان من إفريقية واستثنت منهم رجلا
واحدا هو خالد بن يزيد العبسي، أعجبت بشجاعته ووسامته فرغبت أن تتبنّاه
وكان لها ولدان أحدهما بربري والآخر يوناني، وصار خالدا واحدا من أبنائها.

حملة حسّان الثانية
بقي حسّان
ببرقة ينتظر المساعدات من الخليفة عبد الملك، وكان أثنائها على اتصال
متواصل وسرا مع خالد بن يزيد؛ هذا الأخير الذي كان يعلمه بمستجدات الأحداث
داخل جماعة الكاهنة وبقي حسّان زهاء 3 سنوات في برقة حتّى عام 80هـ/700م،
عندما قضى الخليفة على الفتن في المشرق، وأمدّه بجيش قوامه40000 مقاتل.
ولا شك أن ضخامة هذا الجيش كان نتيجة انضمام البربر إلى العرب في محاربة
الكاهنة التي ما علمت بقرب جيش المسلمين حتّى رحلت من جبل الأوراس بعد أن
أوصت خالد بن يزيد بأن يصحب ولديها ويستأمن لها عند حسّان فأمّنهما، أمّا
هي فقررت أن تقاتل حتى الموت وزحف حسّان بكامل قواّته لمقاتلة الكاهنة،
فلما وصل إلى قريبا من قابس لقيته الكاهنة تريد قلعة تتحصن بها فأصبحت
القلعة لاصقة بالأرض، فهربت قاصدة جبل الأوراس ومعها صنم كبير تحمله بين
يديها على جمل فتبعها حسّان حتى قرب من موضعها وبقي يطاردها حتى التقى
بجيشها في سنة82 هـ/702م عند بئر الكاهنة فهزمها هزيمة شنعاء وسحق جيشها
وقتلها، وبذلك قضى حسّان على كل أثر للمقاومة في المغرب الأدنى واستقامت
له البلاد، ثم عاد لمحاربة الروم الذين غزوا قرطاجنة واسترد المدينة، ولكن
كان يخشى أن يفاجئه الروم من البحر مرّة ثانية؛ فرأى أن يقيم تجاه قرطاجنة
مدينة عربية إسلامية تقع على البحر وتشرف على مدخل قرطاجنة، فبنى تونس على
بعد نحو 12 ميلا شرقي قرطاجنة، فحوّلها حسّان من قرية إلى قاعدة بحرية
تقلع منها الأساطيل وأنشأ بها دارا لصناعة الأسطول وأخرق إليها البحر
وحفره إليها وبذلك أصبحت ميناء بحريا هاما، وشيّد بها دارا للإمارة وثكنات
للجند وبنى مسجدا هو اليوم جامع الزيتونة، كذلك أمر حسّان بتجديد المسجد
الجامع بالقيروان فبناه حسّان وذلك سنة84 هـ/703م.

اعتنى حسّان
بتنظيم إفريقية إداريا فدّون الدواوين ونظم الخراج وكتبه إلى عجم إفريقية
وعلى من أقام معهم دين النصرانية ثم بعث عماله إلى سائر بلاد المغرب وعمل
على نشر الدين الإسلامي بين البربر ونشر اللغة العربية ونجح في حشد أعداد
هائلة من السّكان رحبت بالإسلام وصار البربر جزءا من جيش المسلمين. وفي
سنة 85هـ/704م عزل حسّان من طرف عبد العزيز بن مروان والي مصر.

3-ولاية موسى بن نصير واستكمال فتح المغرب: (85-96هـ)/(704-715)وّلي موسى بن نصير على إفريقية في أواخر سنة85هـ/704م وكان موسى بن نصيرعاملا لعبد الملك بن مروان على العراق.
بدأ موسى
بفتح قلعة زغوان وما يجاورها في أواخر سنة 85هـ/704م، وهي نفس منطقة جبلية
تقع بين القيروان وتونس وكان يسكن زغوان قوم من البربر يتزعمهم أمير يقال
له ورقطان، وكانوا يشكلون خطرا على القيروان؛ إذ كانوا يغيرون من وقت لآخر
على مقاطعات المسلمين فوّجه إليهم موسى بن نصير 500 فارس بقيادة عبد الملك
الخشيني فهزمهم وقتل أميرهم وافتتح قلعتهم فبلغ سبيهم يومئذ 10000 رأس
وكان أوّل سبي دخل القيروان في ولاية ابن نصير.

وكانت الخطوة
التالية في فتوحات موسى أن بعث قائده عيّاش بن أخيل إلى قبائل هوارة
وزناتة فأغار عليهم وقتل منهم جماعات كثيرة وبلغ سبيهم 5000 رأس وعقدوا
الصلح مع المسلمين رغما عنهم، أمّا كتامة فقد صالحت موسى بن نصير، وكان
موسى يبعث عيونه إلى القبائل ليتجسس عليها ويستقصي أحوالها ومنها قبيلة
صنهاجة التي وصلت أخبارها على الأمير تسّهل له فرصة غزوها وغزاها ب 4000
جندي وهزمهم.

ثم غزا موسى
في البحر آخر سنة 85هـ/704م الغزوة المعروفة بالأشراف وصل فيها إلى صقلية
وعاد بغنائم كثيرة في أوائل سنة 86هـ/705م، ولقد بلغه نبأ وفاة عبد العزيز
بن مروان سنة85 هـ/704م ووفاة أخيه عبد الملك في أوائل سنة 86هـ/705م؛
فبعث موسى ببيعته إلى الوليد بن عبد الملك، فكتب هذا الأخير إلى موسى يقرّ
له بولاية إفريقية والمغرب.

وفي سنة
86هـ/705م، كلّف موسى بن نصير عيّاش بن أخيل بالفتح ما وراء البحر وحلّ
عليه الشتاء وهو في البحر واستطاع أن يدخل سرقوسة (جنوب صقلية) كما فتح
عبد الله بن مرّة سردينيا في نفس السنة. وكان المغرب قد فتح معظمه ولم يبق
سوى المغرب الأقصى، فخرج موسى غازيا من إفريقية إلى طنجة؛ فوجد البربر قد
فرّوا إلى أقصى الغرب خوفا من بطش العرب بهم فتبعهم موسى على جيش مؤلف من
وجوه العرب ومن اتصف من البربر بالقوّة والجلد فقتل منهم بإقليم موريطانيا
عددا كبيرا وسبى منهم سبيا كثيرا وواصل زحفه حتى وصل إلى السوس الأقصى في
حدود سنة87 هـ/706م.

وأحدثت غزوات
موسى هزّة كبرى بين قبائل البربر، وسببت لهم الذعر والهلع فأخذوا يستأمنون
العرب على أنفسهم ويستسلمون لهم وتسابقوا في إعلان خضوعهم لهم والدخول في
طاعتهم واعتناق الإسلام. وعيّن موسى طارق بن زياد على طنجة ونواحيها وترك
معه 17 رجلا من العرب يعلمون البربر القرآن وشرائع الدين الإسلامي، فتم
إسلام أهل المغرب الأقصى على يد هؤلاء. ويعتبر موسى بن نصير أوّل من أقام
القضاء بالمغرب وبالتحديد في مدينة القيروان وتعذر على موسى سوى مدينة
سبتة لمناعتها ووصول الإمدادات إليها من البحر


مصادر ومراجع محور الفتح الإسلامي لبلاد المغرب:
1- ابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج3، دار بيروت للطباعة، ص ص 11-46.
2- ابن خلدون: العبر، ج2، ص129.
3- ابن عذارى المراكشي: البيان المغرب في أخبار المغرب،ج1، دار الثقافة، بيروت، ص ص5-6.
4- ابن عبد الحكم: فتوح إفريقية والأندلس، ص29.
5- السلاوي: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى،ج1، الدار البيضاء، دار الكتاب،1954، ص ص61-71.
6- عبد العزيز سالم، المغرب الكبير، دار النهضة، بيروت، ص ص30-31.7- ياقوت الحموي: معجم البلدان، دار صادر، بيروت،1984، ص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://educsud.ahlamontada.com
آمال
المراقبة العامة
المراقبة العامة
آمال


البلد : الجزائر
انثى
عدد المساهمات : 223
نقاط : 23826
تاريخ الميلاد : 24/05/1979
تاريخ التسجيل : 26/07/2011
العمر : 44

دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي   دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Emptyالسبت 1 أكتوبر 2011 - 18:24

جزاك الله خير على المجهودات الجبارة
دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي Ad6f3caa55
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسة عامة للآوضاع ببلاد المغرب قبيل الفتح الإسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفتح الإسلامي لبلاد المغرب وأبعاده الحضارية
» 15 دراسة نص مع التصحيح س 5 ( جديد)
» التاريخ الإسلامي
» المتحف الإسلامي بالشارقة
» التقويم الهجري الإسلامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجنوب التعليمي :: الفئة الثالثة :: المنتدى التاريخي :: قسم التاريخ العام-
انتقل الى: