(1) ناصر الدين سعيدوني ، الجزائر منطلقات وآفاق .ط1( دار الغرب الإسلامي ،بيروت ،2000) .ص22
(2) أحمد حسين السليماني ،نزع الملكية العقارية للجزائريين 1830/1871م،
مجلة المصادر العدد06(م.و.د.ب.ح.و.....، الجزائر، 2002) ص.ص 121. 122
(3)هو محمد بن الحاج أحمد المقراني ينتسب على عائلة عريقة من قلعة بني عباس ، نشأ في كنف والده حفظ القرآن الكريم ،عين أغا
لكنه رفض والتحق بأملاكه ببن عكنون ن بدأ جهاده سنة 1971م توفي في معركة واد سوفلات في 5ماي1871م
(4) شارل روبير أجيرون ،تاريخ الجزائر المعاصرة ، ترجمة : عيسى عصفور، ط1(منشورات عويدات ، بيروت – باريس .1982). ص88
و.
لقد
كانت سياسة النهب و السلب و التفقير المنتهجة من قبل السلطات الاستدمارية
تستهدف الشعب بالجزائري، بناءا على الاعتقاد الذي كان سائدا عندها أن
الشعب الجزائري مآله الزوال بحكم القانون القائل " البقاء للأصلح "، خاصة
وأن الوضعية الديمغرافية المتدهورة التي كان عليها، كانت تدعم لديهم هذا
الاعتقاد . (1) من انحلال خلقي كان سائدا آنذاك، و تجسدت الرجولة في شارب
الخمر و قاطع الطريق و انتشرت ظاهرة الزنا و الدعارة، بتشجيع من فرنسا
التي فتحت الأبواب لها، و اعتبرت كل من يتصدى لمومس جانيا، ويحاكم أمام
العدالة لأنه اعتدى على الحرية
و أصبح المار
في شوارع العاصمة لا يسمع إلا ما يسوؤه من البغايا و هن متبرجات، و وصفت
جريدة النجاح تلك الظاهرة المخلة بالحياء، بعد أن وظف الاستدمار المرأة و
الجنس لتحطيم مقومات الأمة الجزائرية المسلمة بقولها : " بغيات يتخطفن
الشباب و يسلبن عقولهم و يأكلن أموالهم و لا مجير لهم و لا ناصر لهم لأن
المرأة حرة في نفسها تفعل ببيتها ما تشاء ." (2)
و قد ترتب عن ظاهرة الزنا نتائج سلبية على الشباب الجزائري، و لم تكتف
الإدارة الاستدمارية بفتح بيوت الدعارة للعاهرات وسط الأحياء الشعبية فقط،
بل فتحت لهن الأبواب بجوار المساجد و داست على حرمات المسلمين و مقدساتهم،
و كتبت جريدة لسان الدين في وصف هذه الظاهرة اللاأخلاقية تقول : " أما
الدعارة فقد نشرتها فرنسا كالوباء في كل حي دون مراعاة لحرمة الأوساط
العائلية الشريفة، و لا احترام لقدسية الأماكن الطاهرة، حتى بات جامع سيدي
رمضان تحيط به بيوت العاهرات إحاطة السوار بالمعصم ."، كما يصور لنا أحد
رجال الإصلاح – الشيخ الطيب العقبي – الحالة التي أصبح عليها الشارع
الجزائري في منتصف العشرينيات قائلا :
حيثما تلتفت تجد قمرا يز هو شمسا بديعة الإشراق
و جميلا تلا جميلا و معشو قا غدا في جماعة العشاق
هكذا هي الجزائر فانظر فاتنات و فاتن في الزقاق (3)
ـــــــــــــــــ
(1) بن عدة ، المرجع السابق ، ص17.
(2) مريوش ، الطيب العقبي ، ص114.
(3) نفسه ، ص115.