الأغالبة بإفريقية بنو الأغلب سلالة
عربية حكمت إفريقية ( شرق الجزائر، تونس، غرب ليبيا ) مع جنوب ايطاليا و
صقلية 800-909 م/184-296 هـ.مقرها القيروان.كان مؤسس
الأسرة الأغلب بن سالم بن عقال التميمي قائداً لجيش العباسيين، ثم أصبح ابنه
إبراهيم (800-812 م)
والياُ على إفريقية من طرف هارون الرشيد ابتداء من سنة 787 م ، غير أنه استقل بالأمر
سنة 800 م
بعد تراجع دور العباسيين.
كان
تأسيس الدولة الأغلبية مرتبطا بما كان يسود إفريقية من اضطراب وفوضى زمن ولاية
محمد بن مقاتل العكي أخ الخليفة هارون الرشيد من الرضاعة وكان تولى ولاية إفريقية
سنة 181 هـ/797 م ثم عزل سنة 184 هـ/797 م والذي استبد بالرعية وأساء معاملة جنده
فثار عليه عامله على تونس تمام بن تميم التميمي وأخرجه من القيروان إلا أن عامل(
مسؤول عن إدارة شؤون جهة من الجهات) الزاب إبراهيم بن الأغلب لم يرض بذلك
فتدخل بجنده وأعاد الوالي الشرعي إلى الحكم .سئم أهل القيروان وجندها حكم ابن
العكي وكرهوا تعسفه فاقترحوا على إبراهيم بن الأغلب أن يكتب للخليفة العباسي
الرشيد ليقره على ولاية إفريقية فرضي بذلك وقد جعلها ابن الأغلب وراثية في أسرته
مقابل التنازل عن المساعدة المالية التي كانت ترسلها مصر إلى إفريقية وتعهده بدفع
40 ألف دينار سنويا إلى الخليفة مع الولاء للعباسيين .
قبل الرشيد العرض بعد استشارة وزرائه ورجال
دولته ومنهم هرثمة بن أعين (من مشاهير الولاة العباسيين بإفريقية كان تولاها من
179 هـ الى 181 هـ /795 م - 797
م من أهم أعماله بناء قصر الرباط بالمنستير وسور مدينة
طرابلس بليبيا ) وكتب إلى إبراهيم بن الأغلب العهد بالولاية سنة 184 هـ / 800 م وبذلك قامت الدولة
الأغلبية بإفريقية وقد امتد نفوذها من طرابلس شرقا إلى قسنطينة غربا وقد توسعت
بفعل الفتوحات إلى صقلية .
تولى إبراهيم بن الأغلب الإمارة وسن فيها
نظاما وراثيا أحدث به انقلابا سياسيا في تاريخ إفريقية إذ انتقلت من ولاية تابعة
للأمويين ثم العباسيين إلى إمارة مستقلة حكمها أمراء تداولو فيها على الحكم
بالوراثة في البيت الأغلبي وأرسوا علاقات مع الدول الأجنبية دون تدخل من الخلافة
العباسية . إلا أن هذا الإستقلال الفعلي لم يمنع الأغالبة من الحفاظ على علاقات
متميزة مع الخلفاء العباسيين بالدعاء لهم على المنابر ونقش أسمائهم على النقود
وإتخاذ الراية العباسية السوداء شعارا لهم ومناصبة العداء للإمارات المناوئة
للعباسيين ببلاد المغرب والأندلس كما إتخذوا القيروان عاصمة دولتهم كما أنشؤوا
قربها مدينة أميرية خاصة بهم أطلقوا عليها إسم العباسية .
بعد القضاء على عدة
ثورات كانت أغلبها من طرف دعاة بربر استقر الأمر في عهد عبد الله بن إبراهيم (812-
817 م) و
زيادة الله بن إبراهيم (817- 838
م) و بلغت الدولة أوجها. بعد سنة 827 تم غزو صقلية من طرف
الأغالبة، ثم الاستيلاء على مدينة باري -في إيطالية- عام 841 م ، ثم اجتياح رومية - روما- و نهبها عام 846 م -إلا أنهم انسحبوا بعد
ذلك-، فغزو مالطا عام 868 م
، و بلغت سطوة الأغالبة مبلغاً كانت فيه كل الدول النصرانية على ساحل إيطالية تدفع
لهم الجزية.
دامت دولتهم أكثر من قرن عرفت فيه فترات
زاهية تزامنت مع ظهور أمراء ذوي مقدرة ساهموا في توطيد أركان الدولة وإتساع مجال
مفوذها بفتح صقلية ومالطا وسردانيا ... وتحقيق إنجازات هامة كبناء المحارس والحصون
وإقامة المعالم والمباني فإزدهرت معهم حضارة إفريقية وأشعت على بلاد الغرب
الإسلامي .
تراجعت الدولة ودخلت طور
الضعف والإنحلال في ظرف إستفحل فيه أمر الدعوة الفاطمية في قبائل كتامة على يد عبد
الله الشيعي الملقب بالصنعاني الذي زحف على إفريقية وأنهى بذلك حكم الأغالبة خاصة
وأنه داخلياً كان الأغالبة في صراع دائم مع الثورات ذات الطابع الديني - الخوارج-
أو بدوافع من العصبية - البربر-. بدأت مرحلة الأفول أثناء عهد إبراهيم بن أحمد
(875-902 م)
و فيها تم فقدان بعض المناطق لصالح البيزنطيين - كالابري-، فليبيا لصالح
الطولونيين، ثم تمرد بعض القبائل على الحكم الأغلبي. إنتهت دولتهم على أيدي
الفاطميين سنة 909 م.
قائمة الأمراء الأغالبة
حسب التسلسل في الحكم | الأمراء الأغالبة | فترة الحكم |
1 | إبراهيم بن الأغلب التميمي | 800-812 |
2 | ابو العباس عبد الله | 812-817 |
3 | ابو محمد زيادة الله بن ابراهيم | 817-838 |
4 | ابو عقال الاغلب بن ابراهيم | 838-841 |
5 | ابو العباس محمد | 841-856 |
6 | ابو ابراهيم احمد بن محمد بن الاغلب | 856-863 |
7 | زيادة الله الثاني | 863-864 |
8 | ابو الغرانيق محمد بن احمد | 864-875 |
9 | ابو اسحاق ابراهيم بن احمد | 875-902 |
10 | ابو العباس عبد الله الثاني | 902-903 |
11 | زيادة الله الثالث | 903-909 |
الدولة الفاطميـــــةالمقر: القيروان: 909-920 م،
المهدية: 820-973 م، القاهرة: منذ 973
م.
ينتمي الفاطميون
أوالعبيديون909-1171 م. نسبة الى جدهم عبيد
الله إلى فرقة الشيعة الإسماعيلية و يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام السابع اسماعيل
بن جعفر الصادق، ومنه جاءت الطائفة الاسماعلية أحد أحفاد علي بن ابي طالب
وزوجته فاطمة بنت رسول الله (ص) وهو آخر ما ظهر من أيمة الشيعة قبل دخولهم طور
العمل السري عن طريق دعاة منتشرين في سائر أنحاء العالم الإسلامي وخاصة في
الأقاليم البعيدة عن مركز الخلافة الإسلامية كاليمن وبلاد المغرب وقد كان للداعية
أبي عبد الله الصنعاني الشيعي دور أساسي في تسرب الدعوة الفاطمية إلى بلاد المغرب
وقيام الخلافة الفاطمية.
إستغل
هذا الداعية فرصة موسم الحج ليتصل في مكة ببعض رؤساء قبيلة كتامة البربرية (
مجموعة من القبائل البربرية الصنهاجية تقطن بالشمال الشرقي للمغرب الأوسط تحديدا
بالمنطقة الجبلية الممتدة بين قسنطينة وسطيف والأوراس والبحر المتوسط) وتمكن من
كسب ولائهم وثقتهم وقد ظهر لهم بمظهر العالم المدرس فأصطحبهم إلى بلادهم لتعليم
الصبيان . لما إستقر له الأمر أفصح عن أمره وشرع في بث دعوته إلى أن كثر أنصاره
ومؤيدوه فنظمهم تنظيما عسكريا وهاجم أطراف الدولة الأغلبية محققا عدة انتصارات على
الجيش الأغلبي ثم أرسل إلى عبيد الله المهدي الإمام المستتر والمقيم بالشام يدعوه
إلى القدوم .
غادر
عبيد الله المهدي سلمية مركز الدعوة الشيعية بالشام ودخل بلاد المغرب مع ابنه أبي
القاسم متخفيا في زي التجار وبلغ به المطاف مدينة سجلماسة عاصمة بني مدرار فأحسن
أميرها اليسع وفادته لكنه ارتاب في أمره فسجنه .
لم يفتر
عزم الداعية أبو عبد الله الصنعاني الذي واصل هجماته على إفريقية وتمكن من
الإنتصار على الجيش الأغلبي في معركة الأربس الفاصلة قرب مدينة الكاف بتونس
بالشمال الغربي والدخول إلى القيروان ثم رقادة مجبرا زيادة الله الثالث على الفرار
إلى المشرق . لما إتقر الأمر للداعية الصنعاني بإفريقية توجه إلى سجلماسة لتخليص
المهدي واستولى في طريقه على تاهرت ثم دخل سجلماسة وقضى على أميرها اليسع وأطلق
سراح المهدي وابنه وعاد بهما إلى رقادة يث تسلم عبيد الله البيعة وتلقب بالمهدي
أمير المؤمنين معلنا قيام الدولة الفاطمية سنة 909 م / 296 هجري.
بعد
مبايعته بالخلافة باشر عبيد الله المهدي شؤون الدولة بعزم فقسم الأعمال وأسند
الوظائف الهامة إلى رؤساء قبيلة كتامة وقضى على الحركات المعادية لحكمه بصقلية
وتاهرت وطرابلس ثم قتل الداعية أبا عبد الله الشيعي الذي أصبح يطمح إلى إقتسام
السلطة معه . وليطمئن على أهل بيته من خطر السنة بالقيروان نقل قاعدة ملكه سنة 308
هـ/921 م إلى مدينة جديدة بناها على ساحل البحر سماها المهدية كما تطلع إلى التوسع
الخارجي فدعم الأسطول البحري الفاطمي بتأسيس دار الصناعة بالمهدية ووجه حملات
بحرية على مصر كما أرسل عيونه ودعاته إلى الأندلس .
بعد
وفاته سنة 322 هـ/ 934 م
إنتقلت الخلافة إلى ابنه وولي عهده أبي القاسم الملقب بالقائم بأمر الله الذي قضى
كامل فترة حكمه في التصدي لثورة الخوارج بقيادة أبي يزيد مخلد بن كيداد الزناتي
الملقب بصاحب الحمار وكادت هذه الثورة التي دامت قرابة 14 سنة أن تضعف حكم
الفاطميين إذ تمكن أبو يزيد من الإستيلاء على القيروان ورقادة ومحاصرة
المهدية إلا أن الخليفة الثالث أبو الطاهر إسماعيل الملقب بالمنصور ( الذي
تولى الحكم بعد وفاة أبيه القائم بأمر الله سنة 334 هـ /945 م ) تمكن من القضاء
على هذه الثورة بمساعدة قبيلة صنهاجة التي يتزعمها زيري بن مناد ثم أسس المنصور
عاصمة جديدة لدولته قرب القيروان سماها صبرة المنصورية وانتقل إليها سنة 337 هـ / 948 م .
بلغت
الخلافة أوج قوتها وإتساع مجال نفوذها في عهد الخليفة الرابع المعز لدين الله
الفاطمي الذي تسلم الحكم سنة 341 هـ / 953 م وواصل جهود والده في إعادة بناء الدولة
وتدعيم قواعدها فأصبح لديه جيشا قويا تمكن به وبقيادة جوهر الصقلي وزيري بن مناد
من إحكام السيطرة على تاهرت وسجلماسة وفاس وتهديد الأمويين بالأندلس بشن عدة غارات
على سواحل بلادهم رغم عدم سيطرة الفاطميين على كامل سواحل بلاد المغرب . بعد أن
وحد المعز المغرب تحت راية الفاطميين أرسل جيوشه إلى مصر حيث تطلع إلى السيطرة على
المشرق وتمكنوا
من إخضاع الحجاز و الحرمين مابين سنوات 965-1070 م بعد أن نقل عاصمة
الخلافة إلى القاهرة سنة 362 هـ/ 973
م مستخلفا على إفريقية والمغرب بلكين بن زيري بن مناد
الصنهاجي الذي سيمهد لقيام الدولة الصنهاجية .
دخل الفاطميون
في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع
الأمويين حكام الأندلس. . ازدهرت التجارة و نما اقتصاد البلاد و نشطت حركة العمران
أثناء عهد العزيز (965-996 م)
.
في عهد الخليفة الحاكم (996-1021 م) والذي كان متهورا و
متطرفا في أفكاره إلى أقصى حد، عرفت البلاد في عهده اضطرابات كثيرة. بعد مماته
انشقت عن الاسماعلية طائفة من الشيعة عرفت باسم الدروز. بعد حكم المستنصر (1036-1094 م) الطويل انشق
الاسماعليون مرة أخرى إلى طائفتين النزارية و المستعلية. تولى الحكم من بعده خلفاء
أطفال. مع حكم الحافظ (1131-1149
م) تقلصت حدود الدولة إلى مصر فقط.
آخر الخلفاء وقع تحت سيطرة القادة
العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي و الذي تولى الوزارة منذ 1169 م،
بالقضاء على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171 م. تحولت مصر بعدها إلى المذهب السني.