لقد
أثبتت التجارب الميدانية بان هناك أشكال مختلفة من الدوائر التدريبية منها
الصغرى والكبرى ، وقد وجد أن الدائرة الصغرى تستخدم لعدة أيام وقد تصل إلى
اسبوع ، بينما الدائرة الكبرى تستمر لعدة أسابيع . وان كلا الدورتين تساعد
على توجيه تطور المستوى بشكل افضل وتحقق حمل التدريب القصوى مع فاعلية
جيدة .
وهناك مصطلحات أخرى من الدوائر منها الاسبوعية والشهرية
والفصلية والسنوية ولسنوات عديدة كما في الدورات القارية والأولمبية
والعالمية .
إن أساس تكرار الدائرة التدريبية تعتمد بالدرجة الأولى على ديناميكية
الحمل ، بينما تختلف دفعات الحمل والمحتوى في كل دائرة تدريبية ، فهناك
بعض الفعاليات والألعاب التي يفضل استخدام أربعة دوائر تدريبية ، وإن نظام
الدوائر الأربعة التدريبية المستخدمة في اغلب الألعاب تبنى بالتدرج في
استعمال الحمل ، إذ يتطلب التدريج في رفع الحمل في الأسابيع الثلاثة
الأولى بينما ينخفض في الاسبوع الرابع جزئيا. وتكرر هذه العملية
الديناميكية بحيث تعطي زيادة في نمو المستوى الرياضي. وظهر أن استخدام
أربعة دوائر تدريبية تتناسب مع مرحلة الإعداد العام ، لان الوظائف
الأساسية لا يطرأ عليها تغيرا كبيرا ، بينما يختلف اسلوب العمل في فترة
السباقات نظرا لوجود نظام السباقات الكثيرة . ويظهر أن كثيرا من المدربين
لا يستعمل الدوائر التدريبية المنظمة خلال فترة السباقات ، فأحيانا تستعمل
ستة دوائر تدريبية وأحيانا ثلاثة طبقا لفترة السباقات .
الدائرة التدريبية الصغرى :
إن التشكيل الجيد للحمل خلال فترات التدريب يعتبر من الأسس العامة لرفع
مستوى الرياضي بالتدريب . ولسهولة تكوين حمل التدريب تستخدم الطريقتين
التاليتين :
1. التشكيل الاسبوعي : وهو ما يسمى بدورة الحمل الاسبوعية . ويقصد بدورة
الحمل الاسبوعية كيفية تشكيل الحمل في غضون عدد مرات التدريب في الاسبوع
الواحد ، وهي تتكون من عنصرين هما :
ـ تشكيل درجة الحمل .
ـ تشكيل هدف أو اتجاه الحمل .
لذلك نلاحظ ظهور مغيرات في مكونات الحمل خلال فترة الاسبوع . وبناء على
ذلك يجب ثبات مفردات التدريب الاسبوعي { الدورة الاسبوعية } إلى مراحل
لتحقيق الهدف المطلوب ، كما تكرر الدائرة الصغرى عدة مرات ضمن خطة منظمة .
لقد أثبتت التجارب والخبر الميدانية بان الحد الأقصى لوزن الحمل يجب أن لا
يعاد اكثر من ثلاث مرات خلال الدائرة الاسبوعية ، وظهر أيضا بان الرياضي
لا يستطيع تحمل التدريب اليومي خلال الاسبوع الكامل باستخدام الحمل القصوي
أو اقل من القصوي ، لان هذا النوع من الحمل ينبغي بقاءه فترة من الراحة لا
تقل عن 24 ساعة ، وإلا اصبح الرياضي معرضا للإجهاد . واثناء استخدام الحمل
المتوسط خلال التدريب اليومي طوال الاسبوع ، فانه يسمح للرياضي القدرة على
ممارسة التدريب في اليوم التالي ، إلا انه لا يؤدي إلى التقدم الدائم
بمستوى قدرات الرياضي ، نظرا لعدم كفاية جرعات التدريب بصورة مؤثرة .
أما التجارب المختلفة فأثبتت أن التدريب باستخدام درجات مختلفة من حمل
التدريب بصورة منظمة خلال الاسبوع الواحد تؤدي إلى سرعة رفع مستوى قدرات
الرياضي .
كما يلاحظ بان أهم صفات الدائرة التدريبية الصغرى اختلاف درجة التدريب
للرياضيين خلال الساعات التدريبية المتعددة ، وتنوع طبقا لقابلية الحمل
والراحة بين المتطلبات العالية والواطئة . كما أن واجباتها مختلفة تركز
بالدرجة الأولى في تنفيذها على وسائل التدريب العامة والخاصة . ويلاحظ
بقاء الدائرة الصغيرة لفترة طويلة أثناء رفع الحمل طبقا لأهميتها في حل
أهداف وواجبات المرحلة التدريبية .
ويعلل كثير من المدربين بان الرياضي يمكن تحميله حتى وصوله حدود قابليته
القصوى الآنية ، لان الواجب الرئيسي لذلك هو تطبع وانسجام أجهزته العضوية
وبذل الجهد لانجاح تطور التكنيك والتكتيك لديه ، وأخيرا إعداده للسباقات
بحيث يصل لأحسن حالته في يوم المباراة .
إن سبب استخدام الدائرة التدريبية الصغيرة يعتمد بالدرجة الأولى على
قوانين العلاقة بين الحمل والراحة . ولامكان تجنب الإجهاد يجب أن يكون طول
الفترة بين وحدتين يكفي لإزالة التعب المؤدي لقلة المستوى . ويمكن العمل
في عمليات الراحة إذا أعطيت التمرينات العامة خلال وحدات تدريب الدائرة
الصغيرة والتي يكون تأثيرها الراحة الإيجابية . وفي نفس الوقت تحقيق
التهدئة الجسمية والنفسية .
وهناك بعض الألعاب التي تتطلب قدرات وقابليات مختلفة وتوافق حركي ، لا
تتطلب انتظار الراحة التامة إذا كانت الوحدات التدريبية المستخدمة ذات
واجبات منوعة ووسائل تدريبية مختلفة وتنوع قوة الحافز الحركي فيها لان ذلك
يؤدي إلى حمل الأجهزة العضوية بالتدرج .
إن الحمل المنوع يحقق حمل عال وتحمي الرياضي من الإصابات والأضرار التي
تحدث غالبا أثناء عدم وجود الراحة الكاملة وخاصة عندما يسلط الحمل على
عضلات معينة أو أوتارا أو مفاصل .